الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إرباك العملية التربوية

بواسطة azzaman

إرباك العملية التربوية

لينا ياقو يوخنا

ايام العُطل في العراق كثيرة فهي تتعدى ما معمول بها في دول العالم كالأعياد الرسمية-الوطنية والدينية او حتى لظروف طارئة متعلقة بالمناخ مثل حدوث الفيضانات وتصاعد الاتربة والخ.., والسبب يعود الى ظروف سياسية وامنية واخرى متعلقة بالفساد. فمجرد ان يحصل خلاف بين الاحزاب من اجل السلطة تعّم الفوضى بمدن العراق فتفرض الحكومة حظراً للتجوال لمدة يوم او اكثر بحسب الاحداث الجارية ومدى سرعة حل المشكلة بين الاطراف لتعود الحياة الى طبيعتها لفترة وجيزة, ثم تقع كارثة تودي بحياة مواطنين نتيجة خرق امني فيعلن مجلس الوزراء عطلة في المدينة التي وقع فيها الفعل الارهابي. وبعض العطل تكون نتيجة غرق المدن والبيوت السكنية بالأمطار بسبب ضعف البنى التحتية للبلاد. وقد اثرت العطل على مؤسسات كثيرة لكن نقتصر مقالنا عن المدارس الابتدائية والثانوية لدورها المهم في بناء الانسان. اذ اربكت العملية التربوية من ناحية عدم انتظام الدوام وتأجيل الامتحانات الفصلية واحياناً النهائية مما يزيد قلق التلاميذ والطلبة خاصة بعد استعدادهم ورغبتهم لأداء الامتحان. وليس هذا فحسب بل ان بعض المدارس لا تُكمل المنهج الدراسي المقرر لضيق الوقت او تكمله بطريقة غير واضحة للمتلقين فتصبح مسؤولية التلاميذ والطلبة الاعتماد على انفسهم او ذويهم في استيعاب المادة التي قدمت لهم على عُجالة. والجانب الاكثر سلبية في تأثير العطل من هذا النوع هو الكسل الذي اكتسبه بعض افراد المؤسسة التربوية من معلمين ومدرسين وحتى المتعلمين, خاصة وان الدوام الرسمي لمدارس العراق هو خمسة ايام في الاسبوع اضف الى ذلك العطل الرسمية بالبلاد, كل ذلك يولد الشعور بعدم الرغبة بمواظبة الدوام والتقصير بالواجب الملقى على عاتقهم بسبب اعتيادهم على قضاء وقت طويل بعيداً عن اجواء الدراسة مقارنة بوقتهم داخل المدرسة. كل هذه الاسباب ستؤدي الى فشل العملية التربوية في تحقيق وظيفتها المتمثلة بأعداد افراد ناجحين بمختلف الاصعدة وذلك بكسب المعلومات وتعلمهم  القراءة والكتابة والحساب وانواع اخرى من العلوم فضلاً عن غرس القيّم الاخلاقية وهي من الادوار المهمة للمدرسة فضلاً عن تنشئتهم اجتماعياً بجعلهم اشخاص محبين لروح العمل الجماعي خدمة للمجتمع, وتقبل الاخر لتحقيق التعايش السلمي فضلاً عن تعلمهم تحمل المسؤولية, كما تعزز المدرسة قيم اخلاقية ضرورية لبناء شخصية الفرد وهي الصدق والتسامح والاحترام والخ. .ولن تتمكن المدرسة من تحقيق اهدافها اذا كانت هناك فوضى في البلاد؛ فالمؤسسة التربوية مثلها مثل باقي المؤسسات تتأثر بغياب النظام وسوء الادارة والتقاعس بأداء الواجب المتمثل بنبذ الخلافات والصراعات بين اطراف السلطة ومحاربة الفساد والتي تظهر اثارها في عدم استقرار الوضع الامني, وسوء البُنى التحتية بالبلاد والتي ادت لغرق الشوارع بالأمطار, بالاضافة الى زيادة معدل العواصف الترابية صيفاً. كلها اسباب اثرت سلباً في العملية التربوية.

 

 


مشاهدات 1040
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2023/12/30 - 12:49 AM
آخر تحديث 2024/12/05 - 1:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 88 الشهر 1845 الكلي 10057940
الوقت الآن
الخميس 2024/12/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير