علماء العراق يطلقون من دهوك مقاربات عصرية لتعزيز النسيج الوطني

حمادي: ربط منهج السنة النبوية بالواقع مسؤولية علمية وإجتماعية

دهوك - الزمان

أوصى المؤتمر العلمي الدولي الموسوم دور السنة النبوية في تعزيز الأمن الاجتماعي والنفسي، مقاربات عصرية، الذي نظمته كلية العلوم الإسلامية في الجامعة العراقية بالتعاون مع مدرسة الحديث العراقية وكليتي العلوم الإسلامية في جامعتي ديالى والفلوجة، والمقامة فعالياته في محافظة دهوك، بجملة من التوصيات التي أكدت أهمية اعتماد السنة النبوية كمرجعية أساسية في بناء مجتمع يتمتع بالأمن النفسي والاجتماعي. وتضمن البيان الختامي للمؤتمر الذي شارك فيه نخبة من الباحثين (تأكيد دور السنة في تعزيز قيم الرحمة والعدل والتسامح، والدعوة إلى ترجمة هذه المبادئ إلى واقع عملي في الحياة اليومية، وتشجيع البحث العلمي المتخصص في السنة النبوية وتطبيقاتها الحديثة مع دعم هذه البحوث مادياً ومعنوياً).

برامج تعليمية

مضيفاً (وكذلك تعزيز التعاون بين العلوم الإسلامية والاجتماعية والنفسية، وتطوير برامج تعليمية تعتمد على السنة لتعزيز الأمن الاجتماعي والنفسي، إلى جانب تشجيع المجتمع على المشاركة الفاعلة في تطبيق هذه المبادئ، والاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة لنشر الوعي والمعرفة)، وشددت التوصيات على (تعزيز الحوار الثقافي مع الشعوب الأخرى لتبادل الخبرات، وإبراز دور السنة النبوية كمنهج متكامل لعلاج أمراض النفس الإنسانية، وصولاً إلى الدعوة لتطبيق القيم النبوية في قطاعات التعليم والعمل والعلاقات الاجتماعية بما يسهم في بناء مجتمع أكثر استقراراً وتماسكاً).

من جانبه، قال عميد كلية العلوم الإسلامية في الجامعة العراقية كاظم خليفة حمادي خلال المؤتمر إن (هذا الحدث العلمي الاستثنائي يجسد رؤية واضحة في ربط السنة النبوية الشريفة بالتحديات الاجتماعية والنفسية التي تواجه المجتمعات الان)، مؤكداً إن (المؤتمر لا يقتصر على طرح البحوث النظرية، بل يسعى إلى تقديم مقاربات واقعية قابلة للتطبيق)، مشيراً إلى إن (الحضور الواسع من شخصيات أكاديمية من مختلف الجامعات العراقية يعكس حجم الاهتمام بهذا الموضوع الحيوي)،

وتابع إن (الهدف من المؤتمر، هو تحويل السنة النبوية من مجرد نصوص محفوظة إلى منهج عملي يخدم استقرار المجتمع ويعزز مناعته الفكرية والروحية)، وشدد على القول إن (كليتنا مستمرة في دعم مثل هذه الفعاليات)، داعياً إلى (أهمية تنظيم مؤتمرات أخرى في محافظات مختلفة لتعميم الفائدة وإشراك أوسع شريحة من الباحثين والمؤسسات العلمية في هذا المسار). وسجل المؤتمر، حضورًا رسميًا وأكاديميًا لافتًا، تقدمهم قائم مقام قضاء دهوك إسماعيل محمد أحمد، ممثلا عن المحافظ، الذي أكد في كلمته (أهمية هذه المؤتمرات في دعم قيم التماسك المجتمعي وترسيخ الهوية الإنسانية).

كما شارك في المؤتمر مساعد رئيس الجامعة العراقية للشؤون العلمية خميس عواد زيدان وعميد كلية الإعلام في الجامعة العراقيـــــــة إيثار طارق خليل العبيدي ومدير قسم الشؤون الإدارية والمالية في الجامعة نصير مزهر عبود ومعاون مدير مركز البحوث النفسيــــة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي علي فضالة التميمي ومدير قسم الشؤون العلمية في الجامعة حسن محمد محي الدين، إلى جانب نخبة واسعة من الشخصيات الأكاديمية والباحثين من مختلف الجامعات العراقية.

وثائق تراثية

وشهدت أروقة المؤتمر تنظيم معرضٍ نوعي للمخطوطات الإسلامية النادرة، تضمّن عرضًا بصريًا لمجموعة من الوثائق التراثية الخاصة بعلوم السنة النبوية، والطب، والفقه، والتفسير، بخطوط أصلية تعود إلى قرون ماضية. وحظي هذا المعرض، باهتمام كبير من الوفود الرسمية، حيث اطلع الزائرون على محتوياته بإشراف مختصين، وسط أجواء تعكس الاعتزاز بالإرث العلمي والروحي الذي تمثّلــه هذه المخطوطات. وتناولت جلسات المؤتمر، جملة من المحاور العلمية المعاصرة، التي ركزت على القيم النبوية وأثرها في ترسيخ الأمن النفسي والاجتماعي، فضلاً عن طرح رؤى علمية تنهل من السنــــة الشريفة لمواجهة تحديات العصر بفكر متجدد ومنفتح. وفي ختام أعمال المؤتمــــــــر، جرى توزيع الشهادات التقديرية والدروع بين المشاركين، تثمينًا لإسهاماتهم العلمية ومشاركاتهم الفاعلــــــة، في تأكيد واضح على الدور الذي تؤديه الجامعات والمؤسسات العلمية في ربط التراث النبوي بالواقــــع المعاصر، وصياغة حلول ملهمة تستمد قوتها من السُّنة المطهرة. بدورهم، أعرب المشاركون في المؤتمر عن (امتنانهم لتنظيم هذا الحدث العلمي النوعي والاستثنائي)، مؤكدين (أهمية فتح مسارات بحثية جديدة تُعنى بربط السُنّة النبوية بالتحديات المعاصرة).