الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
‬القطار‭ ‬مُلهم‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬تولستوي‭ ‬إلى‭ ‬جيمس‭ ‬بوند

بواسطة azzaman

‬القطار‭ ‬مُلهم‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬تولستوي‭ ‬إلى‭ ‬‬بوند

محمد‭ ‬خضير‭ ‬وعبد‭ ‬الستار‭ ‬ناصر‭ ‬وفاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬يستلهمون ‬قصصهم‭ ‬من‭ ‬المحطات

 

باريس‭  - ‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب

بغداد‭ -‬عمار‭ ‬أحمد

شكّلت‭ ‬القطارات‭ ‬منذ‭ ‬القِدَم‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬للفنانين‭ ‬وأعمالهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان‭ ‬ومكان،‭ ‬من‭ ‬مونيه‭ ‬إلى‭ ‬جيمس‭ ‬بوند،‭ ‬مروراً‭ ‬بأغاثا‭ ‬كريستي‭ ‬وهيتشكوك‭ ‬وكات‭ ‬ستيفنز،‭ ‬ومنها‭ ‬القطارات‭ ‬الليلية‭ ‬التي‭ ‬أُهملت‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬لكنها‭ ‬بدأت‭ ‬تعود‭ ‬تدريجياً‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬افتتاح‭ ‬قطار‭ ‬باريس‭-‬برلين‭ ‬ذي‭ ‬الدلالة‭ ‬الرمزية‭ ‬الاثنين‭. ‬وفي‭ ‬الادب‭ ‬العراقي‭ ‬المعاصر‭ ‬برز‭ ‬القطار‭ ‬عنصرا‭ ‬زمانيا‭ ‬ومكانيا‭ ‬ونفسيا‭  ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬،‭ ‬وكتب‭ ‬روائيون‭ ‬وقاصون‭ ‬عراقيون‭ ‬اعمالا‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬القطارات‭ ‬منها‭ ‬قصة‭ ” ‬القطارات‭ ‬الليلية‭” ‬لمحمد‭ ‬خضير‭ ‬في‭ ‬مجموعته‭” ‬المملكة‭ ‬السوداء‭” ‬1972‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬زمن‭ ‬الحرب‭ ‬والسفر‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كتب‭ ‬عبدالستار‭ ‬ناصر‭ ‬قصة‭ ‬عاطفية‭ ‬يلعب‭ ‬بها‭ ‬المكان‭ ‬وهو‭ ‬غرفة‭ ‬في‭ ‬قطار‭ ‬نازل‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬الى‭ ‬البصرة‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الحرمان‭ ‬والكبت‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬عاشقين‭ ‬،‭ ‬وكتب‭ ‬فاتح‭ ‬عبدالسلام‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬قصص‭ ‬تدور‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬القطارات‭ ‬والمحطات‭ ‬عنوانها‭ ” ‬قطارات‭ ‬تصعد‭ ‬نحو‭ ‬السماء‭” ‬2019‭ ‬استوحت‭ ‬أجواء‭ ‬الحروب‭ ‬والغربة‭ ‬والمهاجرين‭ ‬تحت‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية‭ ‬وسط‭ ‬أجواء‭ ‬عاطفية‭ ‬مثيرة‭.‬

فبعد‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬العمل‭ ‬بالخط‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬العاصمتين‭ ‬الفرنسية‭ ‬والألمانية،‭ ‬أُعيد‭ ‬افتتاح‭ ‬قطار‭ ‬باريس‭-‬برلين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬أول‭ ‬رحلة‭ ‬مسائية‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬برلين‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬بحضور‭ ‬وزراء‭ ‬فرنسيين‭ ‬وألمان‭ ‬وعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭.‬

وراهناً،‭ ‬سيشهد‭ ‬الخط‭ ‬ثلاث‭ ‬رحلات‭ ‬أسبوعياً‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬أيام‭ ‬الثلاثاء‭ ‬والخميس‭ ‬والسبت،‭ ‬ومن‭ ‬برلين‭ ‬الاثنين‭ ‬والأربعاء‭ ‬والجمعة‭. ‬ويُفترض‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬الخدمة‭ ‬يومية‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬تشرين‭ ‬الاول‭/‬أكتوبر‭ ‬2024‭.‬

وتوفر‭ ‬القطارات‭ ‬خيارات‭ ‬كثيرة‭ ‬للركاب،‭ ‬إذ‭ ‬بإمكانهم‭ ‬الاستلقاء‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬أو‭ ‬الجلوس‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬أو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬غرفة‭ ‬خاصة‭ ‬لشخص‭ ‬أو‭ ‬شخصين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشخاص‭.‬

وجسّد‭ ‬الرسّامان‭ ‬البريطاني‭ ‬وليام‭ ‬تيرنر‭ ‬والفرنسي‭ ‬كلود‭ ‬مونيه‭ ‬في‭ ‬أعمالهما‭ ‬القطارات‭ ‬منذ‭ ‬ظهورها‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬ومن‭ ‬أشهرها‭ ‬قطار‭ ‬الشرق‭ ‬السريع‭ ‬الذي‭ ‬تناولته‭ ‬كاتبة‭ ‬الروايات‭ ‬البوليسية‭ ‬الشهيرة‭ ‬أغاثا‭ ‬كريستي‭ ‬في‭ ‬كتابها‭ “‬جريمة‭ ‬في‭ ‬قطار‭ ‬الشرق‭ ‬السريع‭”.‬

وفي‭ ‬رواية‭ “‬أنّا‭ ‬كارنينا‭” ‬لليون‭ ‬تولستوي،‭ ‬يكون‭ ‬القطار‭ ‬نذير‭ ‬شؤم‭ ‬وموت‭ ‬بينما‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬رواية‭ “‬الوحش‭ ‬البشري‭” ‬لإميل‭ ‬زولا‭ ‬كآلة‭ ‬ترافق‭ ‬نزول‭ ‬البطل‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭.‬

واستخدم‭ ‬معلّم‭ ‬التشويق‭ ‬ألفردِ‭ ‬هيتشكوك‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬القطارات‭ ‬في‭ ‬أفلامه،‭ ‬ليهيئ‭ ‬مشاهد‭ ‬مثالية‭ ‬إما‭ ‬لمؤامرة‭ (‬كما‭ ‬في‭ “‬سترينجرز‭ ‬أون‭ ‬ايه‭ ‬ترين‭”‬‭) ‬أو‭ ‬لاختفاء‭ (“‬ذي‭ ‬ليدي‭ ‬فانيشز‭”) ‬أو‭ ‬لقصة‭ ‬حب‭ (“‬نورث‭ ‬باي‭ ‬نورثويست‭”).‬

وفي‭ ‬الهند‭ ‬أيضاً،‭ ‬صُوّر‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬داخل‭ ‬مجسّم‭ ‬لقطار‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ “‬أرادهانا‭” ‬عام‭ ‬1969‭. ‬ويظهر‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬نجم‭ ‬بوليوود‭ ‬راجيش‭ ‬خانا‭ ‬وهو‭ ‬يغازل‭ ‬حبيبته‭.‬

‭ ‬زنزانة‭ ‬وجسر

وأتاحت‭ ‬سرعة‭ ‬القطارات‭ ‬وضيقها‭ ‬تصوير‭ ‬مشاهد‭ ‬سينمائية‭ ‬لا‭ ‬تُنسى،‭ ‬كمشهد‭ ‬توم‭ ‬كروز‭ ‬وهو‭ ‬يقفز‭ ‬بين‭ ‬مروحية‭ ‬وقطار‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ “‬ميشن‭ ‬إمبوسيبل‭” ‬أو‭ ‬يتسلق‭ ‬عربات‭ ‬قطار‭ ‬الشرق‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬السلسلة‭.‬

ويبرز‭ ‬القطار‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬جيمس‭ ‬بوند‭ ‬أيضاً،‭ ‬ففي‭ “‬من‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬الحب‭” ‬تدور‭ ‬داخل‭ ‬قطار‭ ‬مشاجرة‭ ‬مميتة‭ ‬بطلها‭ ‬شون‭ ‬كونري،‭ ‬بينما‭ ‬يقفز‭ ‬الممثل‭ ‬دانييل‭ ‬كريغ‭ ‬على‭ ‬سقف‭ ‬قطار‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ “‬سكاي‭ ‬فول‭”‬،‭ ‬ويظهر‭ ‬روجر‭ ‬مور‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ “‬أكتوبوسي‭” ‬‮ ‬متنكراً‭ ‬بزي‭ ‬غوريلا‭ ‬داخل‭ ‬قطار‭ ‬ينقل‭ ‬سيركاً‭.‬

وقليلون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬جرأة‭ ‬باستر‭ ‬كيتون‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬بنفسه‭ ‬قطاراً‭ ‬فوق‭ ‬جسر‭ ‬ينهار‭ ‬في‭ “‬ذي‭ ‬جنرال‭” (‬1926‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬الفيلم‭ ‬الأكثر‭ ‬تكلفة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬الصامتة‭.‬

وأبرزَ‭ ‬مؤلفو‭ ‬الأغاني‭ ‬وملحّنوها‭ ‬القطارات‭ ‬أيضاً،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬جوني‭ ‬كاش‭ ‬يحلم‭ ‬بقطار‭ ‬يبعده‭ ‬عن‭ ‬زنزانته‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ “‬فولسوم‭ ‬بريزن‭ ‬بلوز‭”‬،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬القطار‭ ‬مرادفاً‭ ‬للاكتئاب‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ “‬رَن‭ ‬واي‭ ‬ترين‭” ‬لفرقة‭ “‬سول‭ ‬أسايلم‭” ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬أما‭ ‬كات‭ ‬ستيفنز،‭ ‬فدعا‭ ‬إلى‭ “‬قطار‭ ‬سلام‭” (‬الاسم‭ ‬الأصلي‭ ‬للأغنية‭ “‬بيس‭ ‬ترين‭”) ‬لإنهاء‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭.‬

وفي‭ ‬فيلم‭ “‬تشيرا‭ ‬أونا‭ ‬فولتا‭ ‬إل‭ ‬ويست‭” (“‬C’era‭ ‬una‭ ‬volta‭ ‬il‭ ‬West‭”) ‬للمخرج‭ ‬سيرجيو‭ ‬ليونيه،‭ ‬ينبئ‭ ‬وصول‭ ‬أحد‭ ‬القطارات‭ ‬بقدوم‭ ‬الأشرار‭ ‬ويشكل‭ ‬نهاية‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭. ‬أما في‭ “‬سنووبيرسر‭”‬،‭ ‬وهي‭ ‬رواية‭ ‬حُوّلت‭ ‬إلى‭ ‬فيلم‭ ‬ومسلسل‭ ‬تلفزيوني،‭ ‬فيمثل‭ ‬القطار‭ ‬فرصة‭ ‬أخيرة‭ ‬لناجين‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬العالم‭ ‬لأسباب‭ ‬مناخية‭.  ‬


مشاهدات 852
أضيف 2023/12/12 - 3:36 PM
آخر تحديث 2024/12/04 - 7:53 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 81 الشهر 1838 الكلي 10057933
الوقت الآن
الخميس 2024/12/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير