(كلام الناس) يرصد قلّة الأطباء بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية
نزيل يتعلّم ثلاث لغات ومسنّة تمضي وقتها بالرسم
بغداد - سعدون الجابري
خصص برنامج(كلام الناس) من قناة (الشرقية) احدى حلقاته لزيارة مستشفى الأمراض العقلية و النفسية المعروف بأسم (الشماعية ) هو الأكبر في الشرق الأوسط ، تم بناؤه قبل أكثر من 70 عاماً ، و أعيد إعماره سنة 1997 - 1998 ، مساحتة الكلية 95 دونماً و عدد ردهاته 24 ردهة منها رجالية و نسائية ، و عدد الأطباء فيه 8 أطباء .. و المفروض يكون عدد الاطباء 75 طبيبا كي يتناسب مع عدد النزلاء ،و عدد الباحثين 7 فقط بينما يفترض ان يكون عددهم 45 باحثا و باحثة . وعدد عمال و عاملات الخدمة 62 عاملاً .و بين معد و مقدم البرنامج علي الخالدي لـ( الزمان ) (هذه زيارتنا الثانية ) مشيرا :سألنا مدير المستشفى فراس الكاظمي عن قلة عدد الأطباء و كثرة النزلاء المرضى من كلا الجنسين فيه ، و عمر المستشفى أكثر من 70 عاماً ، و الباحثين عددهم لا يكفي وكذلك عمال الخدمة فاجاب قائلا: المستشفى صحيح مساحته كبيرة و تم بناؤه قبل أكثر من 70 عاماً ، و جرى تأهيله و إعادة إعماره سنة 1997 - 1998 .. و بقى على حالة طيلة السنوات الماضية و للآن ، كنا نأمل بناء مستشفى بديل عنه كونه أصبح خارج الخدمة ، لكن نحن متمسكين بعملنا و جادين لخدمة المرضى فيه ، كونه الوحيد و لابديل عنه بالوقت الحاضر) .موضحا(نحن نحتاج الى الوعي المجتمعي للإضطرابات النفسية ، و عدم إطلاق تسمية (الشماعية ) على المستشفى.. وهذا يؤثر على حالة بعض المرضى المؤهلين للخروج من المستشفى ، حيث هناك بعض المرضى المراجعين لإستشارية المستشفى .. يأتون دون علم أهلهم بسبب تسمية الشماعية).
و بين المدير (عدد الحالات التي تراجع العيادة الإستشارية هنا يومياً أكثر من 100 مراجع ، و المعدل الشهري للمراجعين من المرضى يتجاوز 3000 آلاف مريض مراجع ، و عدد المرضى النزلاء بمستشفانا أكثر من 1425 نزيل).مضيفاً : و بالنسبة لكيفية دخول المرضى للمستشفى .. هنا من يدخل المستشفى يتم جلبه من قبل أهله ، يراجعون العيادة الإستشارية و الأطباء يقررون ذلك ، و البعض يدخلون بعد إحالتهم من مراكز الشرطة حسب قرار قاضي مختص ، و القسم الثالث هم مجهولي الهوية .. الشرطة تلقي القبض عليهم بالشوارع و القاضي هو الذي يقرر بالإحالة لنا ).
من جانبه بين مدير الخدمات بالمستشفى سعد قائلاً : عدد الردهات هنا 24 ردهة رجالية و نسائية .. حيث الردهات الصغيرة يصل عدد النزلاء فيها من 50 - 60 نزيل ، و الردهات الكبيرة تضم من 70 - 75 نزيل مريض ، و توجد قاعات كبيرة جداً تضم نزلاء من 120 - 150 مريض ، و توجد قاعات مساحتها كبيرة جداً تستوعب أكثر من 300 نزيل مريض .. و هو رقم كبير ، و عمال الخدمة قليلين لا يسدون النقص بالخدمات).
وخلال تجوالنا في الردهة النسائية ،التقينا المريضة هناء أنور التي أوضحت (أهلي يزوروني كل أربعة أشهر مره .. وأنا دخلت المستشفى منذ أكثر من عشرة أشهر ، أعيش مع صديقاتي المريضات وعندنا تلفزيون وراديو ، وأنا أحب أشاهد قناة الشرقية وأتابعكم كل أسبوع .. وأحب أسمع الموسيقى من الراديو) .
من جهتها أوضحت الممرضة باسمة قاسم (عملنا هنا متعب لقلة عددنا و الكثير من المريضات لا يسمعن النصائح التي نوجهها لهن و لا كلامنا الآخر ، رغم عملنا الإنساني البحت .. و نعمل بنظام الشفتات المناوبة ليلاً و نهاراً ، حيث في الردهة حالياً 44 مريضة ، نقوم بإعطائهن العلاجات أو نزرق الإبر حسب توصيات الأطباء) .
و قامت المريضة أنتصار و هي من أهل كركوك بتقديم القهوة لنا وقالت : مضى على وجودي في المستشفى أكثر من خمس سنوات و أهلي لايزوروني عدى مرة واحدة جاءوا لغرض فحص إثبات النسب في مدينة الطب ببغداد .. وبعدها أنقطعوا عني تماماً وأنا وضعي الصحي أستجاب للعلاجات وإدارة المستشفى لا يوافقون على خروجي للبيت ، لذلك قررت أن أبيع السكائر و الشاي والقهوه على المريضات لأعين نفسي).
مغادرة المستشفى
وفي الردهة التقينا مريضة عرفت مقدم البرنامج و طلبت منه إيصال صوتها للأستاذ سعد البزاز ، طالبه من الحكومة خروجها من المستشفى ، تقول (أنا أم لطفلين و من أهل منطقة القبلة بالبصرة ، والإدارة هنا لا يخرجوني .. و سبب دخولي المستشفى أمي التي أدعت أني ( متعاطية للمخدرات ) ، لكني أقول أنا كنت أعاني من مرض نفسي و كثرة العلاجات التي أتناولها جلبتني الى هنا حسب شهادة الأطباء).
وقال الخالدي: دخلنا المشغل الجميل مع الباحثات و وجدنا فنانات على الفطره يرسمن رسمات جميلة لا أحد يصدق انها من رسم نزيلات المستشفى)،التقينا بالرسامة ميادة وهي سيده كبيرة السن عمرها تجاوز ال 75 عاماً ، مضى عليها حوالي أكثر من 20 عاماً في المستشفى قالت لنا : أنا رسامة من طفولتي عندما كنت طالبة بالإبتدائية ، و كانت لي رغبة بالرسم و كذلك النحت ، وكل لوحة أرسمها تستغرق من 3 - 4 أيام .. كوني أعاني من السكري و الضغط) .
وكانت لنا زيارة لمطبخ و مطعم مستشفى الرشاد .. وجدنا الشيف المسؤول عن المطبخ قد هيأ و جبتي طعام الغداء و العشاء ، يقوم الشيف بالطبخ حسب جدول أسبوعي لأنواع الوجبات للإفطار و الغداء و العشاء ، يوجد في جدول الأكلات اللحم و السمك والدجاج مع وجبة الرز يومياً للغداء .
وفي الردهة الرجالية التقينا في البداية المريض وميض شاكر حمودي الذي قال لنا (قناة الشرقية هي التي حافظت على الفولكلور العراقي ، و أنا من محبين المرحوم راسم الجميلي و بنته و هي إعلامية ، و كذلك المرحوم خليل الرفاعي أبو فارس و غيرهم من الفنانين ، أنا من عام 2017 دخلت هذا المستشفى ، و أنا خريج كلية الهندسة جامعة بغداد عام 1979 ، و أحب لعبة المحيبس .. حيث شاركنا باللعب للمحيبس ثلاثة دورات) .رد عليه الخالدي (في شهر رمضان المقبل سنكون هنا نلعب المحيبس سوية ، ونجلب صواني الزلابية و البقلاوه لكم) .
وأشار الخالدي ( علمنا من مدير الخدمات بوجود نزيل مريض يدعى سنان أبو عبد الله من أهل الأعظمية يجيد أكثر من خمسة لغات قال لنا : أسمي سنان .. لكن أكنى بأبو عبد الله : تعلمت التحدث باللغات الأجنبية خلال وجودي بالمستشفى ، مكان العزله الشديدة التي أعيشها هنا ، حيث بدأت أستقبل علماً خارجياً مجهولاً .. أتحدث باللغة الإنكليزية و الفرنسية و الروسية و غيرها ).
وفي القاعة الرياضية أستقبلنا مسؤول ( الجم ) وتجولنا بالقاعة الكبيرة التي تضم مختلف الألعاب المهمة ، و أكد لنا هناك إقبال لا بأس به من بعض النزلاء كباراً أو شباباً ، و هم ينفذون ما أطلبه منهم بالتمرينات الخاصة بالعاب الحديد المختلفة و الدراجات الهوائية و غيرها .
فريق البرنامج ضم كل من :-الإعداد والتقديم : علي الخالدي،مخرج منفذ ومدير تصوير : عمر الجابري,تصوير : حسين عصام ومصطفى العراك،درون : علي الطرفي ،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري،إضاءة : حسين الخفاجي ومونتاج : عمر مظفر وإدريس الكعبي