(كلام الناس) بحلقة إستقصائية عن آفة المخدرات
مدمنون يتعافون في مراكز التأهيل ويتهمون أصدقاء السوء
بغداد - سعدون الجابري
آفة تجارة و تعاطي المخدرات في أنتشار واسع يوماً بعد آخر .. من المسؤول عن هذه الحالة التي فتكت بشبابنا و شاباتنا و حتى الكبار و الأحداث منهم ؟ للاجابة عن لك قام فريق عمل برنامج (كلام الناس) من قناة ( الشرقية ) بأعداد تقرير إستقصائي عن هذه الظاهرة الخطيرة.. و عن ذلك قال مقدم و معد البرنامج علي الخالدي لـ(الزمان) ( العراق كان بلد مرور للمخدرات .. لكن الآن أصبح مستهلك لهذه الآفة المدمرة.. و بتقريرنا هذا رأينا الناس التي تتاجر أو تتعاطى المخدرات في طور الزيادة بالأعداد ، وسنتعرف بالتفصيل عن هذه التجارة) .
و بين قاضي محكمة إستئناف بغداد / الكرخ القاضي عقيل ناظم محمد ان (هناك متعاطين أستجابوا لتوجيهات المصحات التابعة لوزارة الصحة ، وعادوا متعافين و ودعوا المخدرات بغير رجعة) .موضحاً (هناك إحصائية صدرت مؤخراً بعدد التجار الذين القي القبض عليهم من قبل مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية ، بلغ عددهم 6418 تاجراً ومروجاً محلياً .. و قبض على 119 تاجراً دولياً للمخدرات ، كذلك تم القبض على 6833 متعاطي بأنواع المخدرات من كلا الجنسين )و أشار محمد (لقد دق ناقوس الخطر في المجتمع العراقي عن تجارة المخدرات و تعاطيها بأعداد كبيرة و هي بطور الزيادة ، و هذا الموضوع شغل الرأي العام و المجتمع .. بالسابق كنا نتحدث عن المخدرات كنوع واحد .. لكن الآن أصبحت أنواع عديدة ، منها أنواع خطيرة جداً تهدد حياة المتعاطين). لافتاً إلى أن (مادة الكرستال هي الأكثر شيوعاً للمخدرات بالبلاد ، و هذه المادة بدأت تنتشر بالعراق منذ 4 - 5 سنوات ، إضافة لمادة الحشيشة و الأفيون من خلال متابعتي لقضايا المخدرات منذ عام 2017 و للآن ، قبل كنا نتحدث عن غرامات المخدرات و الآن أصبحت كيلو غرامات حتى وصلت الى نسبة ربع طن أو نصف طن و حتى وصلت الى طن من المخدرات ).مضيفاً ان( هناك تعاون مثمر و كبير بين محكمتنا و مديرية مكافحة المخدرات و الجهات الأمنية الساندة لها ، و الأشخاص الذين يدخلون المخدرات للبلاد يكون حكمهم الإعدام ، و بالنسبة للمتاجرين بالمخدرات داخل البلد يحاكمون وفق المادة 32 بالمؤبد ، أما المتعاطين تصل محكومياتهم الى السجن سنة) .مؤكداً ( بالنسبة للمتعاطين من الأحداث نتعامل معهم وفق قانون مكافحة المخدرات رقم 50 لسنة 2017 ، و هو قانون خاص يتم التحقيق مع الأحداث و محاكمتهم من قبل محكمتنا ، و علينا الحد من هذه الظاهرة المتاجرة و التعاطي لأنواع المخدرات كونها تدمر الشباب ، و على الحكومة أن تستورد أحدث أجهزة الكشف عن المخدرات و يتم وضعها في المنافذ الحدودية كافة ، مع تنسيب خبراء للمخدرات بهذه المنافذ ، و دعم أكبر لمديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية و هي بحاجة لذلك ، و لا أبالغ البلد خلال خمسة سنوات أصبح مستهلك للمخدرات بأنواعها بنسبة 20 بالمئة. و الآن وصلت النسبة الى 60 بالمئة للأستهلاكة المخدرات ، و المتعاطين هم من الرجال و الشباب و الأحداث .. و أيضاً من المتعاطين شابات طالبات جامعيات و كذلك الدراستين المتوسطة و الإعدادية و عدد من ربات البيوت )و تابع ( المواد القانونية 27 و28 عقوبتها الإعدام لتجار المخدرات ، والمحاكم شرعت قانون جديد لقضية المخدرات لسنة 2017 ، و القانون يقضي بحكم الشخص الذي يتاجر أو يصنع المواد المخدرة بالمؤبد ، حيث أن المواقف و السجون أصبحت مكتضة بالموقوفين و السجناء المحكومين ، والقاضي ملزم بتوقيف كل شخص يلقى القبض عليه .. و المواد التي تحكم هؤلاء لا تقبل الكفالة ، و على وزارة العدل بناء سجون كبيرة في كافة المحافظات ، كون الموقوفين و المحكومين بتزايد و عليهم الأسراع بالشروع ببناء السجون) .و أشار القاضي (خلال عمليتين نوعيتين تم ضبط كمية نصف طن في محافظتين ، حيث كل محافظة ضبط فيها حوالي ربع طن مخدرات ، و المواد التي تمت مصادرتها هي 3 أطنان و 536 كيلو غرام مخدرات في عدد من المدن ، وتم مصادرة 15 طن و153 كيلو غرام سلائف ومؤثرات عقلية).
بذور المخدرات
وفي زيارة (كلام الناس) لمديرية شؤون المخدرات و المؤثرات العقلية في الكرخ تم اللقاء بالمقدم أحمد صفاء باقر من مركز التدريب الخاص بمكافحة المخدرات الذي اوضح ان (ضبطنا بذور للمخدرات .. ممكن زراعتها و ورقها يطحن و يعجن و يستعمل للمتعاطين ، و كذلك ممكن أستخدام المطحون منه بوضعة بالسكائر ).
و بين أحد كبار ضباط مديرية تحقيق الادلة الجنائية لـ (كلام الناس ) ان( نقوم بأخذ عينة من إدرار المتهم المتعاطي المحال لمديريتنا ، لغرض فحصة و أظهار نتيجة الفحص المختبري ، بعد وضع عينة الإدرار في علبة مخصصة لفحص الإدرار ليتبين لنا من خلال هذه العلبة نوعية المادة المخدرة التي تعاطاها المتهم ).
وقال مديرمركز القناة للتأهيل الإجتماعي ان( السعة السريرية لمركزنا هي 125 سريرا .. و هناك إقبال كبير على المجئ للمركز من قبل المتعاطين من كلا الجنسين ، و حصلنا على موافقة وزارة الصحة بزيادة السعة السريرية للمركز ، على أن تكون سعته الى 300 سرير ، والخطة العلاجية للمتعاطي تستمر الى ستة أشهر و ثم يتم تأهيله للخروج من مشفانا لأهله ، و نحن في المركز نوفر ثلا أنواع العلاجات المخصصة للمتعاطين ، و لدينا وسائل ترفيهية للنزلاء ).
و قال أحد الشباب المتعاطين (أدمنت على تعاطي المخدرات حوالي خمس سنوات .. و عمري 18 سنة بعد أن عرف والدي أني أتعاطى المخدرات قام بتسليمي للمكافحة و أفرج عني بكفالة ، كنت أشتري كل غرام بـ 60 الف دينار .. و المبالغ أخذها من والدتي ، و هي تمتهن بيع السجاد و غيرها من المواد المنزلية، و إذا لم أحصل المبلغ من أمي أضطر للسرقة لغرض شراء المخدرات ، و بعد دخولي المشفى تحسنت حالتي الصحية). و بينت شابة تولد 2005 ( بدأت أتعاطى المخدرات في المدرسة الأعدادية .. أخذتها من صديقتي المقربة لي ، هي جعلتني أتناول الحبوب المخدره و أستخدمتها ثلاثة أيام متواصلة ، حيث أصبحت مدمنة و أشتري الحبة الواحدة بالفي دينار ، و راجعت المستشفى من تلقاء نفسي .. و الآن تحسنت حالتي) .و بين لنا رجل تولد 1980 (بدأت بنقل 8000 حبة مخدرة بأجره مقدارها 150 الف دينار بسيارتي التكسي ، نقلتها من محلة إلى أخرى نفس المنطقة و تم القبض علي و حكمت بالسجن المؤبد).و اللقاء الأخير مع شاب سائق سيارة أجرة يقوم بنقل المخدرات (قمت بنقل حبوب مخدرة مرتين .. كل مره أنقل 5000 حبة أي نقلت عشرة آلاف حبة ، و أجرتي بنقل كل وجبة 150 الف دينار .. و التاجر كان يعطيني حبوب ( صفر واحد ثم حبوب كرستال حتى أدمنت عليها).
فريق البرنامج ضم كلاً من :-الإعداد والتقديم : علي الخالدي، مخرج منفذ ومدير تصوير : عمر الجابري، تصوير : حسين الخفاجي و حســــين عصام درون : علي الطرفي، المتابعة الصحفيـــــــة: سعدون الجابــــــري، مونتاج: عمر مظفر وأدريس الكعبي.