طفل متوفى دماغياً ينقذ حياة 3 آخرين في الأحساء

بادرة تطوّعية تنهي معاناة 70 مريضاً بمستشفى للعيون

الأحساء - زهير بن جمعه الغزال

تبرع ذوو طفل متوفى دماغيًا بأعضائه ليستفيد منها 3 من المرضى المحتاجين والمنتظرين على قائمة التبرع، وذلك في مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء.

وأوضح فريق العناية المركزة للأطفال المشرف على الحالة أن الطفل - رحمه الله - تم تشخيصه بوفاة دماغية وفقًا للفحص السريري والفحوصات الخاصة الدقيقة، والناتج عن تعرضه لحالة غرق تعرض لها الطفل.

وذكر تجمع الأحساء الصحي أن الطفل المتوفى دماغيًا مكث في قسم عناية الأطفال المركزة، وتم خلال هذه الفترة شرح أهمية التبرع بالأعضاء لذويه، والتواصل مع المركز السعودي للتبرع بالأعضاء للمساهمة في اخذ الموافقة للتبرع.

وأشار «التجمع» أن ذوو الطفل ابدو رغبتهم في التبرع، ليسهموا بذلك في إنقاذ حياة ثلاثة أطفال من ذوي الحاجة الماسة لنقل الأعضاء من الكبد والكليتين، حيث قام فريق من الجراحين من المركز السعودي لزراعة الأعضاء بإجراء العملية ولأول مرة في مستشفى الولادة و الأطفال بالاحساء، بالتعاون مع طاقم غرف العمليات والتخدير بالمستشفى وتكللت ولله الحمد بالنجاح.

وأضاف تجمع الأحساء الصحي أنه فور استئصال الأعضاء تم نقلها وزراعتها للمرضى وحالتهم مطمئنة، مقدمًا شكره لذوي الطفل المتوفى على مساهمتهم في إنقاذ حياة أشخاص هم في أمس الحاجة لها، سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يعوضهم خيرًا على فقدانهم طفلهم.

كما قدم شكره لإدارة مستشفى الولادة والأطفال ممثلاً بقسم العناية المركزة للأطفال وأقسام العمليات و التخدير على جهودهم المبذولة.

وضمن سلسلة من المحاضرات العلمية القى البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة مؤخراً  محاضرة عن «قصر القامة وهرمون النمو»، وذلك في فندق هيلتون جبل عمر .

وفي لقاء صحفي قال البروفيسور الأغا:

هرمون النمو هو هرمون مصنع عبر الهندسة الوراثية، وهو تقريبا مثل الهرمون الطبيعي الذي يفرز من جسم الإنسان، ويعمل على بناء الغضاريف الموجودة في نهاية العظام.

 وبالتالي يزداد طول الطفل بمعدل مثلما لم يكن لديه أو لديها نقص في هرمون النمو، ويجب طمأنة الأهل إذا كان الهرمون ناقصًا، فإن استخدام هرمون النمو ضروري جداً لتكملة نمو الطفل، وبدون علاج هرمون النمو يعجز الطفل أو الطفلة عن بلوغ الهدف المتوقع من الطول لديهم، لذلك يجب عدم التردد في استخدام علاج هرمون النمو في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكر كلما كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه في فترة ما بعد البلوغ أو بعد حدوث الدورة الشهرية للفتيات، لذلك ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفاً في نمو طفلهم أو طفلتهم بالمبادرة سريعا إلى الطبيب المتخصص لفحص هرمون النمو لديهم وعمل التحليل المطلوب لتفادي التأخر في أخذ العلاج.

ولفت إلى أن العلاج كان في السابق عبر حقن هرمون النمو اليومي الذي بدأ منذ عام 1985 فقط للحالات التي لديها مشكلة قصر القامة بسبب نقص الهرمون، ولكن مع مطلع 2023 بدأ العلاج بالحقن الأسبوعية، وهذا الأمر بالطبع يساعد الأطفال كثيراً في تجنب المتاعب التي كانت ترهقهم بالحقن اليومي كما يخفف عناء الوالدين في متابعتهم، بجانب ضمان المزيد من فاعلية العلاج.

وأكد أن علاج هرمون النمو لا يوجد منه حبوب أو شراب في جميع أنحاء العالم، ولكنه متوفر عن طريق الإبر فقط وتعطى تحت الجلد، والتي أصبحت الآن بفضل الله والتطور العلمي - كما أشرت- حقنة أسبوعية بعد أن كانت يومية، وفي ذلك تخفيف لكثير من معاناة المرضى وأسرهم.

وأجرى الفريق الطبي التطوعي بمستشفى العيون بجدة خلال إجازة نهاية الأسبوع بادرة تطوعية جراحية لتقليص عدد المرضى المسجلين على قوائم الانتظار بالمستشفى ، حيث أُجريت لهم عمليات جراحية لإزالة الماء الأبيض بأحدث التقنيات .

و أوضحت الصحة في جدة أن الفريق الطبي التطوعي يتكون من 50 طبيباً و فنياً و إدارياً برئاسة مدير المستشفى ، و قد تم فتح 6 غرف عمليات وتجهيزها بالكامل من أجل إجراء هذه العمليات ، مشيرةً إلى أن العيادات الخارجية التخصصية بالمستشفى قامت في نفس الوقت بإجراء الفحوصات الطبية و كشوفات ما قبل إجراء العملية لعدد 70 مريض و مريضة استفادوا من هذه المبادرة ، بهدف تقليص قوائم الانتظار للمرضى و تفعيل دور المستشفى التطوعي .