خبير التدريب الدولي ثائر ضياء الدين محمد: العراق بحاجة إلى منهجية حديثة للتدريب
اربيل - الزمان
التدريب حاجة عصرية، خاصة بعد تطور العلوم، وتحديات الثورة التكنولوجية، وحاجة الدول إلى التنمية المستدامة، ومعها تنمية قدرات البشر المهنية والمعرفية. ما عاد التدريب هامش في حياة الدول المتطورة، بل هو استراتيجية ثابتة في مقررات الموازنات وخطط صاحب القرار السياسي والاقتصادي. أنها صناعة المهارات والخبرات والاتجاهات لزيادة الإنتاجية والابتكار والإبداع، وكما يقال فهي (زواج العلم والخبرة والفن) القائم على الحوار والمشاركة والتفاعل، أي القدرة على بناء المفهومات والاتجاهات والنظم والقدرات والأساليب، بما يحقق فلسفة التدريب الحديث القائم على تنمية التفكير الابتكاري في العمل وتحدياته.قبل أيام نظم معهد النفط العربي /اوابك دورة لموظفي شركات نفط الجنوب والوسط من مهندسين ومحاسبين ومدققين وفنيين ورقابة مالية لمدة خمسة أيام، تتناول احتساب تكاليف استخراج النفط والغاز، وبقيادة خبير التدريب الدولي ومستشار التدريب ثائر ضياء الدين محمد، وكانت تتناول احتساب تكاليف استخراج النفط والغاز
وكانت فرصة اللقاء مع هذا الخبير الدولي في إدارة وتخطيط وتنظيم وتنفيذ البرامج التدريبة، وفي الإدارة المالية والتخطيط الاستراتيجي المالي، للحديث عن أهمية التدريب وواقعه في العراق، ومستقبله من خلال تجربته الدولية. يقول ضياء الدين (بأن التنمية هي عملية تطوير تهدف إلى الارتقاء بالوضع الإنساني والتقدم وبما يناسب الاحتياجات الفكرية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية، بشرط أن تتوفر عوامل استقرار عام للمجتمع. وفي بيئة العمل تعني نشاط مخطط له لأحداث تغيير مهني وسلوكي مبنيان على أسس علمية رصينة لدى العاملين، ولكي يقدم العامل أفضل ما لديه من خبرات مهنية وبكفاءة عالية وإنتاج أفضل بأقل المصروفات، لابد من التدريب القائم على جهود إدارية مخطط لها حسب الاحتياج التدريبي أو تحديث لمتطلبات العمل أو تطوير الإنتاج وفق ما تتوصل التكنلوجيا في ذلك العمل وبمعنى آخر هو البحث عن الجودة المهنية ،و بناء قدرات وتطوير مهارات العاملين، وتعزيز معارف وعلوم العاملين من خلال التطورات والتحديثات العلمية في العالم ،وبالتالي تغيير اتجاهات و سلوكيات العاملين وتصحيح الانحرافات المهنية خلال مراحل العمل بأنواعه المختلفة .وبشكل عام فأن التدريب يعتبر اهم وسيلة للتنمية البشرية من خلال استخدام طرق حديثة أو كلاسيكية تدريبية أو لجلسات التدريبية النظرية والجلسات التدريبية العملية، كما أن مبدأ العمل التدريبي هو واحد لا يختلف حسب اختلاف عائديه المؤسسة أو نوع كيانها) .
سياسة صراعات
وعن المشكلات والتحديات واقع التدريب في الوطن العربي، وبالذات في العراق يقول الخبير الدولي بأن (التنمية والتدريب لا يمكن الاستفادة منهما إذا لم تتواجد عناصر استقرار كلي للمجتمع، خاصة في ظل الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما إن أن القيادات الإدارية معظمها لم تقتنع ولغاية يومنا هذا في التدريب وأهميته، وافتقار المؤسسات إلى مدربين كفوئين مهنيين، وليست هناك منهجية للتدريب في التخطيط والتنظيم والتنفيذ. مازالت القناعات بالتدريب ضعيفة، وليست هناك فلسفة واضحة للتدريب، وينظر لها نظرة هامشية، وربما نوع من الوجاهة الوظيفية، وتنفيذ لواجب شكلي إجباري، كما يفتقر التدريب إلى بنية تحية عالية المستوى من القاعات المتطورة بالتكنولوجيا، وضعف الأدوات المستخدمة في التدريب، وقلة توفر خدمات الملائمة للتنفيذ) ومع ذلك يجد خبير التدريب بأن أهم مشكلة تواجه التدريب في العراق هو (عدم وجود موازنات عامة قوية للدولة أو لشركات القطاع الخاص للتدريب، وإذا ما وجدت فأنها ضعيفة لا تلبي متطلبات التدريب، بل إن صانع القرار مازال بعيد عن فلسفة التدريب، وأهميتها لبرامج التنمية. كما يلاحظ بأن معظم المؤسسات وبكل أنواعها وعائديتها لا تهتم بعائديه التدريب أو أثره، أو تتابع نتائجه لغرض قياس الفائدة والتأثير على نوعية الإنتاج. وإهمال عامل المراقبة والتقييم المشاركين في البرامج أو الدورات أو الورش التدريبية والتي تساعد الإدارات المهتمة في إعادة النظر على نتائج التقييم. وهناك مشكلة أخرى.
وهي أن منظمات المجتمع المدني والجمعيات العلمية وحتى مواقع الإنترنت اتجهت معظمها للبحث عن الربح المالي أكثر من اهتمامها بالعمل المهني.
ويضيف أيضا: شخصيا لا أبخس جهود الكثير من المهتمين في العراق بالتدريب والعمل التدريبي، ولكن ينبغي الاعتراف بأن التدريب لم يصل إلى المستوى المطلوب، مقارنة بمستوى الدول المجاورة.ونصيحتي لإدارات المؤسسات كافة إن يتم توحيد فكرة الاهتمام بالتدريب من خلال اللجوء إلى تثقيف القيادات ومسؤولي الأقسام الفرعية بالمواصفة الدولية 10015 والخاصة بجودة التدريب لكي توحد الجهود وعدم اللجوء للاجتهادات الشخصية في إدارة العمل التدريبي من ناحية التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمراقبة والتقييم.وأخيرا يقدم بعض الرؤى الحديثة بقوله: بان التدريب الحاضر ينبغي أن يغادر فكرة التركيز على المعلومات العلمية فقط، لأنها متاحة في الكتب والمواقع الإلكترونية، بل عليه أن يركز على تزويد المتدرب بالكيفية التي يطبق عليها المعلومات والخبرات والمهارات التي اكتسبها في تحسين أدائه. وان يتم اختيار المؤسسة المدرب المبتكر المتسلح بالمعرفة الحديثة، والمتمكن في استثمار التكنولوجيا لتوصيل المعلومة، والبارع في حل المشكلات بشكل جماعي داخل الورشة، وطرح الأمثلة المتعددة المرتبطة بالتجارب والخبرات، وتقريب التجارب العالمية الناجحة للمتدرب، والأهم تنشيط المعلومة والحوار والمشاركة.