الطريق إلى العراق
ياسر المتولي
كثر الحديث عن عودة الكفاءات المهاجرة للإستفادة من خبراتهم في إعادة بناء الوطن الذي اعيته الحروب والأحداث .. فوجدت من المناسب الخوض في هذا الموضوع الحيوي لأن هناك تطورات ملموسة في مجال جهود حثيثة ومحاولات حكومية في الاهتمام بموضوع الاستثمار وهذا ما قد يشجع على عودة المهاجرين والكفاءات. وعلى هذا الأساس وضعت مقالتي هذه بهيئة محاورة ذاتية لاقتراح انجح السبل والوسائل لتخطيط طريق اجتذابهم وفقاً لمعطيات الاستبيان واليكم المحاورة قصة خيالية قصيرة ولدت من رحم الواقع المرير الذي نعيشه ويعيشه العراقيين في المهجر ايضاً ولازالوا، وهي قصة تلامس اهلنا في الغربة وهم ابطالها ومادتها وهدفها . وفكرة رسم الطريق الى الوطن الام هي افتراضية ايضاً ويمكن ان تنقسم الآراء بشأنها فيما بين مؤيد ورافض، ولقياس حجم او لنقل نسبة واقعيتها الى خيالها هو العامل الفصل بقبولها من رفضها . وهنا نحتاج الى متطوعين من ابناء المهجر للقيام بإجراء استفتاء افتراضي عبر استبيان شفاف وبسيط يوزع بين الجاليات العراقية المقيمة في المهجر وحول العالم . يتضمن هذا الاستبيان اسئلة محددة قوامها سؤال واحد مفـاده ما السبيل للعودة الى الوطن الام (وان نضع نقاط معيارية لكل محور من محاور الاستبيان والمعلومات المراد الاجابة عنها وفق النسبة المئوية لكل حالة . ونعتقد جازمين ان هناك شباب متمرس في اجراء الاستبيانات ولديهم القدرات العالية في فنون التطبيقات الالكترونية عالية الجودة وسريعة الحصول على النتائج . اما محاور الاستبيان فهي
اولاً : الحنين الى الوطن.
ثانياً : ا ا : الرغبة في الاستثمار.
ثالثاً : انتفاء اسباب الهجرة.
رابعاً : عدم التأقلم.
خامساً: المنغصات التي يتعرض لها المغترب .
سادساً: الرغبة في التغيير.
سابعاً : ا أ : العامل النفسي .
ثامناً : الحدث الاني ..
تاسعاً: الشعور بالخوف من المجهول .
عاشراً: العامل الديني .
قدرة العراق
وبغض النظر عن من سيحقق قصة نجاح العودة او الرغبة في العودة سمها ما شئت الى الوطن او متى وكيف، فان الامل يحدو الكثير من العراقيين العودة الى بلدهم .
على ان هذا القرار يرتبط بمدى قدرة العراق يوم ما، العودة الى سابق عهده وتاريخه ليتنعم ابناءه بخيراته وثرواته التي لا تعد ولا تحصى لكنها بعثرت بسبب الحروب القاسية والاحداث المريرة التي عاشوها وكانت السبب الاكبر في هجرتهم وغربتهم ومعاناتهم.
وان كانت هناك نسبة من بينهم يعود الى تركيبتهم ورغباتهم في معيشة الغربة لكن نسبتهم ضئيلة قياساً بمن يحنون للعودة ولكن ينتظرون الفرج في اعتقادي، وخصوصاً اولئك الشباب الشارد من ماسي الحروب والمظالم وعدم توفر فرص العمل والحياة التي يتمنون.
وهناك حقيقة ان نسبة هؤلاء هي الطاغية على مشهد الغربة واصبحت عادة وتقليد اكثر منها حاجة خصوصاً لفئة الميسورين . نتائج الاستبيان ستحفظ لديهم بانتظار ما ستؤول اليه الاحداث في المستقبل وان الاستقرار يبقى هو المعيار الامثل لعودة المغتربين . اقتصادياً لنناقش هنا موضوعة عودة رؤوس الاموال المهاجرة والكفاءات المهاجرة كونهما الاساس في اعادة بناء الوطن وتحقيق التطور المنشود وهم وحدهم يمهدون الطريق الى بغداد وبقية المحافظات .
اما كيف تعود هذه الخبرات ؟ فنعتقد من (بوابة الاستثمار) فهل تستطيع الدولة العراقية تسليم مفاتيح البوابة بيد المستثمرين في المهجر وشركائهم في الداخل ؟ لذلك أي دعوة وحث وتشجيع لعودة هاتين الشريحتين لا تنفع بدون الاستقرار وتسليم مفاتيح الاستثمار بيد القطاع الخاص في المهجر وشركائهم في الداخل .
اذا كان الجواب نعم مع توفر الارادة الوطنية في تقبل هذا الامر فان الطريق الى بغداد سالك، واذا لا فان اماني العراقيين المغتربين ستؤجل الى ان يكتب الله امراً كان مقضيا، و آن امانيهم لا تنطفئ ابداً . قصة افتراضية خيالية بظاهرها لكنها عميقة حقيقية في مضمونها اتمنى ان تروق لقراء جريدة الزمان.