الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بكاء‭ ‬الامم‭ ‬

بواسطة azzaman

بكاء‭ ‬الامم‭ ‬

عباس الحسيني

 

وضع‭ ‬الجنرال‭ ‬الفرنسي‭ ‬ديغول‭ ‬وعيه‭ ‬العسكري‭ ‬وشرفه‭ ‬المهني‭ ‬قبالة‭ ‬عبارة‭ ‬ارهقت‭ ‬الطغيان‭ ‬الالماني‭ ‬بقوله‭: ‬لو‭ ‬لم‭ ‬اكن‭ ‬فرنسا‭ ‬كلها‭ ‬،‭ ‬اما‭ ‬وقفت‭ ‬امامك‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬المنعطف‭ ‬التاريخي‭ ‬حين‭ ‬تتاتى‭ ‬الفرصة‭ ‬المثلى‭ ‬لولادة‭ ‬الرجال‭ ‬الحقيقيين‭ ‬،‭ ‬رجال‭ ‬المعاني‭ ‬الانسانية‭ ‬فحينما‭ ‬بكى‭ ‬اليونانيون‭ ‬فقرهم‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬ارثهم‭ ‬المعرفي‭ ‬الشامل‭ ‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬امامهم‭ ‬سوى‭ ‬استعادة‭ ‬ارسطو‭ ‬وافلاطون‭ ‬وجبال‭ ‬اولومبيا‭ .‬

‭ ‬وهكذا‭ ‬نعى‭ ‬العرب‭ ‬كلهم‭ ‬مجد‭ ‬بغداد‭ ‬النادر‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬امتد‭ ‬لقرون‭ ‬محققا‭ ‬الوعي‭ ‬الانساني‭ ‬والولادات‭ ‬تلو‭ ‬الولادات‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الفلسفة‭ ‬والتشريع‭ ‬والفن‭ ‬والادب‭ ‬والقدرات‭ ‬العسكرية‭ . ‬ولم‭ ‬تك‭ ‬اميركا‭ ‬حديثة‭ ‬العهد‭ ‬حين‭ ‬رحل‭ ‬اليها‭ ‬الاوروبيون‭ ‬الهاربون‭ ‬من‭ ‬جحيم‭ ‬الفقر‭ ‬وسلطة‭ ‬الكنيسة‭ ‬حيث‭ ‬وصلوا‭ ‬اميركا‭ ‬على‭ ‬انهم‭ ‬المتكاملون‭ ‬معرفيا،‭ ‬وعلميا‭ ‬ليؤسسوا‭ ‬اول‭ ‬حضارة‭ ‬محدثة‭ ‬هجينة‭ ‬القومية،‭ ‬لكنها‭ ‬موحدة‭ ‬المطامع‭ ‬والتطلعات‭ ‬،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬امام‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬تزيح‭ ‬ثقلا‭ ‬امتد‭ ‬لقرون‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬لتمحو‭ ‬الى‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬تاركة‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬والتخبط‭ ‬القومي‭ ‬وبزوغ‭ ‬اصنام‭ ‬الديكتاتوريات‭ ‬الحارقة‭ ‬الماحقة‭ . ‬

وكذلك‭ ‬فقد‭ ‬صهرت‭ ‬وبددت‭ ‬ودمرت‭ ‬روسيا‭ ‬مليارات‭ ‬وثروات‭ ‬وكنوز‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬،‭ ‬حين‭ ‬تبنت‭ ‬سياسات‭ ‬الجدل‭ ‬القومي‭ ‬والمواجهات‭ ‬العرقية‭ ‬وتبنت‭ ‬ايديولوجيا‭ ‬مدمرة‭ ‬خانقة‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الروسي‭ ‬شعبا‭ ‬فقيرا‭ ‬معدما‭ ‬بين‭ ‬امم‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬تغذي‭ ‬اوروبا‭ ‬والعالم‭ ‬بالبترول‭ ‬والغاز‭ ‬والمعادن‭ ‬والمنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬والاسلحة‭ ‬والخبرات‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬،‭ ‬انه‭ ‬نواح‭ ‬الشعب‭ ‬الروسي‭ ‬الذي‭ ‬بكاه‭ ‬مايكوفسكي‭ ‬وبوشكين‭ ‬ويسنين‭ ‬والذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬القيصرية‭ ‬فالشيوعية‭ ‬فالبوتينية‭ ‬،‭ ‬امة‭ ‬موت‭ ‬وقتل‭ ‬وفناء‭ ‬ومواجهات‭ ‬

بكاء‭ ‬الامم‭ ‬يحيل‭ ‬مصر‭ ‬التاريخ‭ ‬الى‭ ‬دولة‭ ‬فقيرة‭ ‬يهرع‭ ‬ابنائها‭ ‬الى‭ ‬الاردن‭ ‬والعراق‭ ‬والخليج‭ ‬طلبا‭ ‬للعمل‭ ‬والعيش‭ ‬البسيط‭ ‬

ومن‭ ‬النواح‭ ‬المرير‭ ‬نزوح‭ ‬الشعبين‭ ‬العراقي‭ ‬والسوري‭ ‬الى‭ ‬ارض‭ ‬الله‭ ‬البعيدة‭ ‬طلبا‭ ‬للامن‭ ‬والحرية‭ ‬ولقمة‭ ‬العيش‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬تطفو‭ ‬جثث‭ ‬المهاجرين‭ ‬عبر‭ ‬المحيطات‭ ‬المتجمدة‭ .‬بكاء‭ ‬الامم‭ ‬في‭ ‬بكاء‭ ‬شعوبها‭ ‬المنكوبة‭ ‬في‭ ‬قاداتها‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬كماشة‭ ‬التاريخ‭ ‬السلبي‭ ‬،‭ ‬او‭ ‬التاريخ‭ ‬الدموي‭ ‬الذي‭ ‬يخيل‭ ‬اجيالا‭ ‬اثر‭ ‬اجيال‭ ‬الى‭ ‬مجرد‭ ‬رعاع‭ ‬وفقراء‭ ‬ومجرمين‭ ‬وحالمين‭ ‬خارج‭ ‬مديات‭ ‬الحلم‭ ‬الانساني‭. ‬والاخطر‭ ‬هو‭ ‬الطغيان‭ ‬الشوفيني‭ ‬الديني‭ ‬والتطرف‭ ‬المذهبي‭ ‬وتحول‭ ‬الغالبية‭ ‬من‭ ‬المصلحين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬الى‭ ‬وعاظ‭ ‬وتكفيريين‭ ‬وارباب‭ ‬فتاوى‭ ‬لقتل‭ ‬اخر‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬العرب‭ ‬اوطاني‭ ‬،‭ ‬لتتحول‭ ‬الى‭ ‬بلا‭ ‬الموت‭ ‬تنساني‭ ‬


مشاهدات 270
أضيف 2023/02/25 - 2:34 PM
آخر تحديث 2024/07/19 - 10:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 8 الشهر 8340 الكلي 9370412
الوقت الآن
السبت 2024/7/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير