من البصرة الى التحقيقات الجنائية ثم الأمن العامة
الرجل الصارم بهجت العطية.. سيرة مثيرة للجدل
أكرم عبدالرزاق المشهداني
مَنْ مِنّا لَمْ يقرأ أو يَسمع عن اللواء بهجت العطية، رجل الأمن الأول في العراق الملكي، والشخصية المثيرة للجدل، التي تنوَّعَت المواقف تجاهها بين كارهين له وحاقدين عليه، وبين معجبين بشخصيته وانجازاته، فالكارهون حقدوا عليه بسبب دوره الفاعل في تثبيت أركان الحكم الملكي وأسلوبه الأمني المتشدد في اضطهاد المناوئين للنظام، وبالأخص القوى الشيوعية وشبكات الموساد الصهيوني. أما موقف المُعجبين بشخصيته القوية القاسية المتمرسة، فإنهم يرون أنها هي التي رسَّخت قواعد العمل الأمني السري في العراق، لتثبيت أركان أنظمة الحكم في العراق، وتفكيك اوصال المناوئين لنظام الحكم، وعلى نهجه واساليبه وخططه سارت إدارات الأمن المتلاحقة في العراق الجمهوري، حتى اليوم.
من هو بهجت العطية؟
هو (بهجت داود سلمان العطية)، ولد في مدينة البصرة عام 1900? وقد أكمل دراسته الثانوية في البصرة، وبعدها دخل المدرسة العسكرية الملكية، وبعد تخرجه منها تدرج في المناصب الإدارية للشرطة حتى شغل منصب مدير للشرطة في عام 1929 ثم انتقل للعمل في عدة ألوية في العراق. شغل في اواسط الاربعينات إدارة الشعبة الخاصة او التحقيقات الجنائية (CID) خلفا لمدير الشرطة علوان حسين، وبرع فيها حيث كان موضع ثقة السلطة العليا.
تقول عنه (الويكبيديا):
قائد عسكري سياسي عراقي، شغل منصب مدير الأمن العام في العهد الملكي، وحاصل على لقب (باشا) بإرادة ملكية. عُيِّن عام 1946 في منصب مدير لقسم التحقيقات الجنائية CID? خلفا للفريق علوان حسين وكانت مديرية الـ CID هي الإدارة المسؤولة عن ملاحقة الشيوعيين والتحقيق معهم، وكان هو أول مدير للأمن العامة في العراق، وظل في منصبهِ حتى يوم 14 تموز 1958. حيث تم القبض عليه من قبل الثوار واحالته لمحكمة الشعب (المحكمة العسكرية العليا الخاصة) محكمة المهداوي التي حكمت عليه بالإعدام.
ماذا جرى حين التقى القائد الشيوعي (فهد) مع صديقه القديم بهجت!
تذكر روايات موثوقة ان بهجت العطية كان رفيق الدراسة للسياسي والقائد الشيوعي يوسف سلمان يوسف، (المشهور بلقب فهد) الذي شغل منصب سكرتير الحزب الشيوعي العراقي فيما بعد، وكانت العلاقة بينهما تعود الى أيام الدراسة في البصرة، رغم أنهما ينتميان لطبقتين مختلفتين، فبهجت العطية من أسرة ثرية من أهالي البصرة، بينما فهد (يوسف سلمان) ينتمي لأسرة بصرية فقيرة، واستمرت العلاقة بينهما عندما كان فهد في السجن، وكان بهجت العطية مديراً لذلك السجن، وجرت بينهما حوارات عديدة ونقاشات ليلية سجلت في مذكراتهِ، فعندما ألقي القبض على صديقه يوسف سلمان يوسف والذي كان يشغل منصب رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الذي سيصبح في المستقبل سكرتير الحزب، لم يكن أي أحد يعرف هذه الشخصية وما هو اسمه الحقيقي، وحين أُدخل فهد على بهجت، فإذا بفهد يهتف "بهجت"!!! وإذا ببهجت يجيبه على الفور "يوسف"!! فاحتضنا بعضهما، وطلب لهُ قدحا من الشاي وأوصى أن يعاملوهُ معاملة جيدة، وجرت بينهما حوارات عديدة ونقاشات ليليلة.
إعدام بهجت العطية
بعد ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي في العراق أعتقل بهجت العطية وأحيل إلى محكمة الشعب برئاسة فاضل عباس المهداوي والتي أصدرت حكمها عليه بالإعدام وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه رمياً بالرصاص يوم 20 أيلول 1959 وكان العطية أحد أربعة من رموز العهد الملكي تم إعدامهم مع المحكوم عليهم بقضية أحداث ثورة الشواف في الموصل، وليس لهم أي صلة أو علاقة بها، وهم كل من سعيد قزاز وزير الداخلية في العهد الملكي، وعبدالجبار فهمي متصرف لواء بغداد، والزعيم الركن ناظم الطبقجلي والعقيد رفعت الحاج سري وآخرين ودفنت جثة بهجت العطية ورفاقه بمقبرة باب المعظم القريبة من معهد الطب العدلي.
بهجت العطية أول مدير عام للأمن العامة في العراق
يُعد بهجت العطية بأنه أبرز من وضع أسس العمل الأمني السري الذي تشكلت بموجبه مديرية الأمن العامة أو مديرية الأمن العام والتي كانت تسمى سابقاً الشعبة السياسية أو الشعبة الخاصة، وضمن إدارة التحقيقات الجنائية قبل ان يتم انشطار إدارة التحقيقات الجنائية عام 1948 الى جهازين هما:
الأول: جهاز الشرطة السرية أو الشعبة الخاصة والتي استبدلت تسميتها أواسط الخمسينات لتصبح (مدير الامن العامة). وهو يعتبر جهاز الاستخبارات الداخلية العراقية.
الآخر: مديرية شرطة التحريات الفنية أو الجنائية، التي أصبحت اليوم تدعى (الأدلة الجنائية).
بقيت مديرية الامن العامة تتبع وزارة الداخلية حتى العام 1987 حيث تم فصلها عن وزارة الداخلية وربطها بديوان الرئاسة من خلال السكرتير.
المدراء العامون للأمن العامة في العراق:
علوان حسين (1940–1948) مدير التحقيقات الجنائية CID
بهجت العطية (1948 – 1958) مدير الشعبة الخاصة او الشرطة السرية ثم تغيرت تسميتها الى الأمن العامة في عام 1955
عبد المجيد جليل (1958–1963)
جميل صبري البياتي (1963)
أنور ثامر (1963–1964)
رشيد محسن (1964–1965)
عبد الجليل أحمد العبيدي (1965–1966)
إسماعيل شاهين (1966–1968)
ناظم كزار. 1968 -1973
عبد الخالق عبد العزيز سعيد (1973–1976)
فاضل البراك (1976–1984) في عهده تطورت الأمن العامة من حيث الأفراد والمنشآت والأداء وتعد فترة فاضل البراك هي الأطول في حقبة حزب البعث.
علي حسن المجيد 1984-1988
عبدالرحمن الدوري 1988 - 1991
سبعاوي ابراهيم التكريتي (1991–1996)
طه عباس الأحبابي (1996–1997)
طاهر جليل حبوش التكريتي (1997–1999)
رافع عبد اللطيف طلفاح التكريتي (1999–2003)