الرجل المناسب حظه عاثر

 آمال المسلماوي

بيت العائلة هو المكان الذي يجمع الأخوة الذكور في اغلب الاحيان إذ تتزوج الأناث وتذهب كل واحدة لبيت زوجها لربما عاشت مع (عيالها) في غرفة يخصصونها لهم فيقضوا سنين من حياتهم ومع اولادهم فيها إلى ان يتمكنوا من شراء قطعة ارض في اطراف المحافظة  فيتم بنائها وهنا يجب ان تكون الزوجة غير مبذرة (حوك معدله) لتعمل (السلف) واحدة تلو الأخرى وتقتصد على عائلتها من اجل هذا الحلم...

او يكون بإمكان العريس إستئجار بيت بسعر مناسب في النواحي بعيداً عن مركز المحافظة ومن هدايا اخوة العروس والعريس تكون بعض الأثاث المهمة من طباخ وغسالة وثلاجة وحسب الإمكانيات المتاحة للعائلتين ، اظنكم تشاركوني الرأي الى هنا الامور طبيعية والحياة جميلة ولله الحمد

لكن يصادف ان تكون بعض العوائل قد هجرت بيوتها بل والمحافظة بأسرها لأن لها اولاد شباب وهؤلاء يريدون العمل وطموحهم الزواج والإستقرار  لكن في اماكنهم تلك لا يوجد مكان للإسترزاق فنراهم في محافظة بغداد او كربلاء او اربيل وغيرها بحثاً عن لقمة عيش شريفة تحقق طموحهم

فمنهم من يستأجر بيتاً بدل بيته

ومنهم من يشتري ارضا رخيصة في منطقة (الحواسم) ويقوم الاب مع اولاده بالبناء السريع (البلوك) فنرى البيت بعد شهر قد اكتمل وإستقرت العائلة فيه..

ومنهم من يكونوا اقدم من ذلك حيث إنهم لم يشتروا الارض بل سطوا عليها كما فعل الكثير ايام (الحواسم) اينما وجدوا ارضا اخذوا منها وقســـــــموها وحتى البعض اصبح دلالاً يقطع ويبـــــيع لهم وكل كيفما يرغـب مئة متر او اكثر وحسب المال الذي عنــــــده ولا ادري ما اقول فيهم..

ولكن المرجعية الرشيدة قالت فيهم ما يرضي الرب  ومن شاء ليذهب على اليوتيوب ويعرف .

هؤلاء الشباب الذين قدموا مع الاهل وسكنوا في هذه الاماكن  قطعاً يفكرون بالزواج والحياة الأُسرية السعيدة فنراهم يعملون جاهدين لتحقيق احلامهم بعضهم يدرس ويعمل والآخر يدرس بجد وإجتهاد ليحقق معدل المجموعة الطبية او هندسة النــــــفط ليضمن التعيين الذي يحقق له آماله ويتزوج من البنت التي احبها قلبه وعاشت في باله ايام ولــــــيالي ويتـــــــقدم لخطبتها لكن اهلها يرفــــــضونه لأنهم يسكنون منطقة الحواسم فأهل البنت يرون إنهم مهددين بإزالة البيت على اي ساعة لأن الحكومة في حينها لم تُحسن التخطيط منذ بداية هذا الامــر قبل ما يقارب العشرين سنة .

فنرى هنا الرجل المناسب الشاب الطموح الذي لديه عمل وشهادة جامعية لكن حظه عاثر في بيت الحواسم.