هل سمعتَ بمن رثى نفسه؟

حسين الصدر

 

-1-

المعروف عن الشعراء أنهم لا يدخرون وسعا في رثاء الراحلين الى العالم الثاني من كبار العلماء والأدباء والشخصيات الوطنية .

هذا فضلاً عن رثاء أحبتهم وأقربائهم فتجد الكثيرين منهم يرثون آباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم واولادهم واصدقاءهم .

-2-

غير أنَّ الملفت للنظر هو تصدي بعض الشعراء الى ان يرثي نفسه قبل رحيله عن سطح هذا الكوكب .

ومن أولئك الذين رثوا انفسهم السيد سعد صالح الذي توّلى الوزارة والعديد من المناصب الإدارية في العهد الملكي ، كما انه كان نائبا في مجلس النواب العراقي .

-3 –

له قصيدة نشرت بعد وفاته سمّاها ( الأشباح )

نظمها قبل وفاته وحيث انه لم يكن قادراً على أنْ يُمسك بالقلم كان يُملي ما ينظم على بعض أصدقائه وعُوّادِهِ فيكتبون ما يملي عليهم .

-4-

 ولم أعثر الاّ على خمسة أبيات من تلك القصيدة وقد أصبح الفاصل الزمني بين نظمها وبيننا كبيرا .

وهذا ما صعّب عليَّ العثور عليها كاملة غير منقوصة .

قال رحمه الله تعالى :

أَيوارق الآمال والآلامِ

لُوحِي لعلكِ تكشفين ظلامي

فلقد بدا شبح الهموم على الدجى

حلكا ركاماً قام فوقَ ركامِ

يُوحي الى نفس الكئيب كآبة

خرساءَ تخلعُ مهجةَ الضرغامِ

متوسطا شبحَيْنِ ذاك لمحنةِ

الوطنِ الأسير وذا لفرطِ سقامِ

فَلِعِلَتِي شبحٌ رهيبٌ كالردى

ولموطني شبحٌ جريحٌ دامِ

والنزعة الوطنية واضحة السمات فيما قال ،

فهو لم يكن يفكر في نفسه بعيدا عن هموم الوطن .

وهنا يكمن النبل والشرف والمروءة والسمو .

رحمه الله بواسع رحمته ورضوانه وكثّر أمثاله في المعاصرين.

 

Husseinalsadr2011@yahoo.com