هل تستطيع الفيزياء معالجة مشكلة الكذب؟
غالب جليل الحبكي
من المؤكد اننا نكافح كل شيء من اجل العيش في حياة أفضل، الا أننا نعاني من مشكلة لا يمكن أن نجد ونحصل لها على أجابة كافية، بالفعل أن الكذب عاهة بشرية مستديمة ومرض لا خلاص منه، لا يمكن القضاء عليه لذا فأن المجتمع البشري، الذي يعتمد على الكذب بشكل كامل وقد يكون مفيداً شيء ما في مجالات عديدة، و منها العمل والانجاز العمل والصدق بالقول والوعود،والامانة وغيرها بل يدخل الكذب في مجال التعاون المجتمعي ، كما أنه من الضروريات لبقاء ودوام الانظمة والحكومات الفاسدة و الاعلام الزائف والكثير من المجالات التي تعتمد بالمباشر على الكذب ..لذا فأن علم الفيزياء مجال علمي يركز على دراسة الظواهر الطبيعية والقوانين التي تحكمها ، وعلى الرغم من أن الفيزياء تلعب دورا مهما في فهم العالم المادي بشكل بحت ، وكل شيء حولنا كذلك فأن هذه التطبيقات التقنية المتنوعة بكل اشكالها وانواعها ومحدوديتها إلا أنها ليست موجهة نحو التعامل مع الظواهر الاجتماعية والنفسية مثل الكذب. الكذب هو بالذات سلوك بشري يرتبط بمجالات علم النفس والاجتماع والأخلاقيات، و لمعالجة مشكلة الكذب تتطلب نهجا شاملا يشمل علم النفس لدراسة دوافع السلوك، وعلم الاجتماع لفهم تأثيرات البيئة والمجتمع، والأخلاق لتقييم السلوك من منظور القيم والمبادئ. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تستخدم التقنيات الفيزيائية مثل الكذب والتنصت، بما في ذلك اختبار الكذب (بوليغراف) لقياس الاستجابات الفسيولوجية المرتبطة بالكذب ومع ذلك، فأن هذه الأدوات ليست دقيقة بنسبة 100٪ وقد تعتمد على التفسيرات النفسية للتغيرات في الاستجابات الجسدية. ولتصحيح مثل هذه السلوكيات مثل الكذب، نحتاج إلى تدخلات تعتمد على التربية النفسية والتعليم و التوجيه النفسي و المجتمعي لتعزيز القيم الأخلاقية وتشجيع الصدق والنزاهة، وبناء بيئات خاصة تساهم ترسيخ حقيقة الصدق وتعزز الثقة بين الأفراد والجماعات والمجتمعات، يمكن لها أن تكون أكثر فعالية وتأثيراً في معالجة مشكلة الكذب ، أما يمكن من أستخدام تقنيات علمية يمكنها الحد من الكذب والقضاء عليه فأعتقد هذا لا يمكن حصوله في هذا الوقت وبما يكون له قولاً وقتاً اخر في المستقبل.