مطرقة الاصلاحات بيد المشهداني
عمار العزاوي
بين السادس عشر من اذار 2006 تاريخ انتخاب الدكتور محمود المشهداني رئيساً لأول برلمانٍ لمرحلة عراق ما بعد 2003 و حتى الواحد والثلاثين من تشرين الاول2024 ،إعادة انتخابهِ رئيساً للمرة الثانية فاصلٌ زمني امتد لثمانية عشر عام مرتْ على العراق وحملت معها الكثيرَ من التحديات والاحداث والافعال، انهت مراحل وهيأت لمراحل، تغيرت وجوهٌ وسياسات وتقلبت الاحوال والافكار وكلها كانت محركاً للصراعات والتحديات،فهل غيرت من حكيم المكون ومعالج ازماته في هذة المرحلة شي، ورغم مضي نحو عام كامل من عدمِ التوافق على مرشح، والإخفاق لأكثر من ثلاث مرات في حسمِ الملف ، كلها كانت بحضور الدكتور المشهداني والذي كان حاضراً فيها وشاهد على اختلافاتها ،ليكون بالنهاية حاملاً مطرقة الدورة الحالية(الخامسة)، وليبدأ بسياسية وفعل قرب المتباعدات وبثبات المواقف، وربما كانت دعوته للشركاء بالعملِ على ورقة التسوية السياسية بداية وضع الاسس الحقيقية لسياسة الشراكة ، والعمل السياسي الصحيح ، وقبلها تصريحاتهِ بخصوص ملفِ التصويت على العفو العام، والذي ينتظرهُ الالاف منّ ابناء المكون السني، خصوصاً وان البرلمانَ العراقي ومع بداية الفصلِ التشريعي الجديد في التاسع من كانون الاول الحالي ، ينتظرُ مرحلةً تشريعية مهمة من شأنها أن تؤسس لمسارٍ سياسي جديد، بالعمل التشريعي والرقابي، تحت قيادة رئيس الدكتور المشهداني ، كما يترقب المضيُ بتشريعِ قوانينٍ ما زالت عالقة داخل أروقة البرلمان تحتاج إلى حلحلتها، وهنا تأتي حكمة وتوازنُ المشهداني السياسي في المضي بها، ليضعَ قبل يومين الاساس للمرجعية السياسية السنية ، والتي تمَ العمل عليها منذُ حوالي ثلاث سنوات ، كان الدكتور المشهداني احد اركانها والفاعل الموثر في كل لقاءاتها .ليتوجها وتحت سقف بيتهِ بأعلانِ أئتلاف القيادة السنية الموحدة ، والذي يعدُ خطوةً مهمة للامام تحسب للسيد الرئيس المشهداني، فاعادةُ رسم صورة المشهد السياسي السني الحالي، والتوازنات بالمواقف ، والتحالفات الانتخابية القادمة، كلها مهمةٌ في تحديد المسارات وجمع قيادات المكون السني ،خصوصاً وان إعلانَ ائتلاف القيادة السنية سيعطي بعداً كبيراً في الفترة القادمة ،ويحققُ ماعجزَ عنه الكثيريين بفتراتٍ متلاحقة، فالعمل الان سيتبلورُ بتعزيزِ مفهوم ((القيادة الحكيمة والمتوازنة بالقول والفعل للمكون السنيّ)) ، وهذا خيارٌ لا اختيار يجب التركيز فيه ، فبغداد بثقلها التاريخي والسياسي والاجتماعي وباقي المناطق بممثليها سيضعُ المسؤولية على اكتافهم ومع من سيلتحق بهم من قياداتٍ اخرى في قادم الايام ، خصوصاً وان الابواب ستكونُ مشرعةً لمن يود الالتحاق وليكون الائتلاف هو المرجعية الحقيقة عددياً وسياسياً وهنا دورُ الرئيس المشهداني كرئيسٍ لمجلس النواب وممثل المكونُ في اعلى استحقاقاتها ، فالمرحلةُ بكل تحولاتها ونتائجها السياسية اثبتت ظروفها انها بحاجة لشخصيةِ المشهداني في التعامل والتعاطي مع مجمل مواقفها ، وليؤكد في مجمل الافعال السياسية المؤثرة في الواقع ان لديهِ القدرةُ والقوة على جمع المتفرقات وان المرحلة ستكون متغيرة الافعال والمواقف والتي ستصب كلها على التأسيس لصورة واقعية وواضحة في كل المخرجات وألتي نتاجها الشراكةُ والعمل المشترك وانَّ القيادة المشتركة تستطيع ان تمضي نحو الامامِ وان تحققَ التوازنات والطموحات وهذا ما سيعملُ عليهِ الرئيسُ المشهداني خلالَ الفترة الحالية ويضعُ الأسسَ للمرحلة القادمة.
رئيس مركز اليرموك للدراسات والتخطيط الاستراتيجي.