الصائبة المندائيون.. دراسة في أوضاعهم
أنقرة ـ صلاح الربيعي
ضمن سلسلة الموسوعة الصغيرة من الكتب التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار صدر حديثاً كتاب الصابئة المندائيون دراسة في أوضاعهم الاجتماعية والثقافية والسياسية للفترة من ٢٠٠٣ ــ ٢٠١٨ للباحث المستشار الدبلوماسي العراقي عدي أسعد خماس ومن تقديم الدكتور عبد السلام إبراهيم بغدادي والدكتور خالد عليوي العرداوي وتكمن أهمية هذه الدراسة ان من أعدها هو دبلوماسي عراقي حريص على حماية مصالح العراق العليا كونها من الدراسات التي تعكس صوت الآخر في مجتمعنا ولأهمية الموضوع ونظراً لعدم تناوله بشكل واسع من قبل الباحثين تم التطرق إلى موضوع المندائيين سواء كان من ناحية وجودهم التاريخي وإعدادهم والمهن التي زاولوها ودور أبنائهم في التعليم والثقافة على مدى السنوات الطويلة الماضية وقد تم تقسيم الكتاب الذي يقع بنحو 360 صفحة من القطع المتوسط إلى ثلاثة فصول تضمن كل فصل منها مباحث عدة وعناوين فرعية متنوعة إذ تضمن فصله الأول الهوية التاريخية للصابئة المندائيين في العراق وتناول الفصل الثاني الأوضاع الاجتماعية والسياسية للصابئة المندائيين بعد عام ٢٠٠٣ أما فصله الثالث فقد تناول مستقبل الصابئة المندائيين في العراق في ضوء التحديات والفرص حيث تجلى لدى الباحث العديد من التوصيات والاستنتاجات التي من شأنها ضمان الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية للصابئة المندائيين في العراق وتعزيز دور أبنائهم في الحياة العامة والإبقاء على دور فاعل لهم في العراق ما يشكل ترسيخاً لقيم المواطنة ومبادئ التعايش السلمي بين جميع الطوائف التي ستزيد من تماسك النسيج الاجتماعي للبلد وترسيخ نظام الحكم الديمقراطي وقد صمم الفنان نورس نبيل يعقوب غلاف الكتاب ليكون منسجما مع مضمون الدراسة التي أكد المؤلف فيها على أن التنوع هو مصدر قوة للشعب العراقي وضرورة تحمل النظام السياسي مسئولية حمايته وديمومته من خلال تثقيف المجتمع نحو فهم واستيعاب هذه المسؤولية الوطنية التي تصب في صالح الجميع سيما طائفة الصابئة المندائيين الذين هم من مكونات العراق التاريخية الأصيلة ولا يمكن المزايدة على هويتهم الوطنية من أي طرف كان وهذا يتطلب تعزيز الفهم الموضوعي للمكون المندائي سواء كان على المستوى الرسمي أو الشعبي وتفهم معاناته حتى قبل عام 2003 ويشار الى ( الصابئة المندائيون عاشوا في العراق منذ القدم وتركز تواجدهم على شواطئ أنهاره وأهواره التي تتناسب وممارسة طقوسهم الدينية واكتسبوا خصوصية بذلك وهم من أقدم سكان بلاد النهرين ).