الاطلسي يتوجع من التعاون الروسي الكوري
خليل ابراهيم العبيدي
كوريا دولة آسيوية دخلت في حروب طاحنة مع الغرب الاستعماري في القرن التاسع عشر ، وهي في الأصل إمبراطورية تقع في منطقة،، أقصى ،، شرق آسيا وعلى مساحة تبلغ ٢٢١ الف كمتر مربع تدين بالبوذية واكومفشيوسية ، وكانت تسمى بدولة الراهب ، قسمت إلى دولتين بعد الحرب العالمية الثانية . كوريا الشمالية ومساحتها تبلغ ١٢٢ الف كمتر مربع ، ويقطنها حوالي ٢٦,٥ مليون نسمة، تبنت النظام الاشتراكي ولها حدود مشتركة مع روسيا الاتحادية ، وحدود مشتركة طويلة جدا مع الصين من الشمال تبلغ ١,١٤٦ كم مربع ، أما كوريا الجنوبية فهي تقع على مساحة تبلغ حوالي ٩٩ الف كمتر مربع وشعبها يناهز ال ٥١ مليون نسمة ، وأخذت بالنظام الرأسمالي تبعا للويلايات المتحدة . وتعد من الدول الآسيوية المتقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا .
الحرب الاهلية الكورية .
بعد مؤتمر القاهرة الذي أجبر اليابان التي كانت تحتل شبه الجزيرة الكورية منذ العام ١٩١٠حتى العام ١٩٤٥ على التنازل عن جميع ممتلكاتها ومنها شبه الجزيرة الكورية ، وتم تقسيم تلك الجزيرة إلى كوريا الشمالية تتبع العالم الشيوعي وكوريا الجنوبية تتبع النظام الرأسمالي ، ونتيجة لذلك التقسيم فإن حرب الحدود بدأت بين الدولتين أو بالأحرى حرب النظامين عام ١٩٥٠ عندما شنت كوريا الشمالية حربا بمساعدة الصين الشعبية ضد كوريا الجنوبية ، وبمساعدة تقنية سوفيتية . آنذاك ، وكانت حربا طاحنة سقط فيها أكثر من ٦٢٠ الف مقاتل من الدولتين ، وتم إنهاء الحرب عام ١٩٥٣ ، بعد أن يئس الطرفان من تحقيق الانتصار على بعضهما ، وكان يقف وراء الشمال الصينيون والسوفيت ، وساعد الغرب وفي المقدمة الويلايات المتحدة كوريا الجنوبية وتمت التسوية بموجب اتفاقية الهدنة التي تم التوقيع عليها بين الويلايات المتحدة والصين في ٢٧ يوليو عام ١٩٥٣ ، وتم التوقيع على الاتفاقية في الجانب الكوري الشمالي من الأرض المنزوعة السلاح بين الدولتين الجارتين .
كوريا الديمقراطية الشعبية ( كوريا الشمالية) .
تأسست هذه الدولة عام ١٩٤٥ بموجب اتفاقية القاهرة بين الدول المتحالفة ضد المانيا النازية وإيطاليا الفاشية والبابان الامبراطورية وغيرها من الدول ، وهي محددة بموجب الخرائط الملحقة بالاتفاقية ، وقد تولى الحكم فيها حزب العمال الكوري ( WPK) وهو حزب شيوعي ، ومن يترأس هذا الحزب يكون هو الرئيس والمسؤول عن اللجنة العسكرية المركزية لكوريا الشمالية ، وهو أيضا رئيسا لشؤون الدولة ، وقد توالى على زعامة كوريا الشمالية الرؤساء التالية أسماؤهم بالوراثة . منذ العام ١٩٤٥ .
اولا .... كيم ايل سونغ مواليد ١٩١٢--١٩٩٤ فترة حكمه تبدأ من ١٩٤٥ --١٩٩٤ . وهو من أتباع الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونغ ، وهو من أسس جمهورية كوريا الشمالية وهو من أمر الجيش باحتلال كوريا الجنوبية عام ١٩٥٠ ، وهو من امن بأهمية دور الفلاحين اضافة الى العمال في قيام الثورات الاشتراكية ضد الرأسمالية التي تستغل قوة عمل الإنسان في الحقل والمصنع . وهو مؤمن بأفكار ماو تسير تونغ .
ثانيا....كيم جونج ايل مواليد ١٩٤١--٢٠١١ فترة حكمه تبدأ من ١٩٩٣--٢٠١١ .
ثالثا....كيم جونغ أون ، الرئيس الحالي مواليد ١٩٨٣...... فترة حكمه تبدأ من ٢٠١٢- ولا زال هو الزعيم الشديد لكوريا الشمالية .
يعد الرئيس الكوري الشمالي من اقوى من ترأس هذه الدولة ، وهو عدو لدود للويلايات المتحدة ، ويناصب العداء ايضا لكوريا الجنوبية ، وقد أعدت العائلة جيشا تعداده ١.٥ مليون جندي ، مدججين بأحدث الأسلحة الكورية والروسية والصينية ، وتحمي اراضي الدولة أكثر من خمسة آلاف دبابة ، ويحمي فضائها حوالي ١٥٠٠ طائرة حربية ، وهي دولة برغم الحصار المفروض عليها من قبل مجلس الأمن ، والدول الغربية ، تعد دولة نووية ، بعد أن نجحت في صنع هذه القنبلة الفتاكة ونجحت في التجارب النووية ، كذلك تعد واحدة من الدول المتقدمة في صنع الصواريخ العابرة للقارات ، والصواريخ المتوسطة المدى وكذلك الصواريخ التكتيكية . وتنقل المخابرات المركزية أنها تمكنت من صنع القنبلة النووية القذرة محدودة التأثير وهي معدة لمهاجمة كوريا الجنوبية ( كما تروج الويلايات المتحدة ) ، وان عقيدة الجيش الكوري الشمالي ، تبدأ بالولاء لكوريا الموحدة ، وأنها أي كوريا الشمالية مستعدة في كل حين للعجوم على كوريا الجنوبية . لتوحيد الدولة وتخليصها من الإمبريالية الأمريكية .
العلاقات الكورية الشمالية الصينية .
تعد الصين حليفا دائما لكوريا الشمالية فلهما نظام شيوعي واحد ويرتبطان بمبادئ الأممية البروليتارية ، وللصين فقط مع كوريا الشمالية دون دول العالم معاهدة التعاون والمساعدة بين الدولتين الموقعة عام ١٩٦١ ، والصين برغم كونها كما تدعي تطبق الحصار على كوريا الشمالية ، إلا أنها دخلت في تلك المعاهدة الثنائية في تعاون شامل مع كوريا الشمالية ، وتقوم ايضا بمدها بمواد استراتيجية وأساسية بشكل غير منظور ، وجعلت منها دولة تستطيع مقاومة الحصار . ودولة منتجة للسلاح . وتعهت كوريا الشمالية بمساعدة الصين في حربها المتوقعة في أي لحظة من أجل ضم تايوان .
العلاقات الروسية الكورية الشمالية .
لم تخف روسيا الاتحادية ، ومن قبلها الاتحاد السوفيتي أي فرصة إلا ولتثبت للغرب أن روسبا ، مستعدة لتنفيذ العقوبات المعقولة على كوريا الشمالية ، ولكن ظل الجانبان على اتصال دائم وتعاون مستمر خاصة فيما يتعلق بالخطط الخاصة بتطوير الطاقة النووية ، وان كوريا تعتمد بالدرجة الأولى على صناعة الطائرات الروسية ، وان روسيا أول من نقل تكنولوجيا صناعة الصواريخ إلى كوريا الشمالية ، وان هذه العمليات سهلة التحقيق لوجود حدود مشتركة وعقيدة عسكرية متقاربة ، أولها التصدي لمعادات الغرب وحلف الاطلسي . وقد زاد هذا التعاون بعيد قيام الحرب الأوكرانية ، واجتماع كل دول الغرب ضد روسيا ، مما دفع بروسيا للتوجه نحو الصين وكوريا الشمالية ، ومحاولة إنشاء قطب مناوئ للغرب بقيام منظمة (بريكس . BRICS ) بالاشتراك مع دول كبيرة كالبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا . اضافة الى روسيا ، وقد تنامى التعاون الكوري الروسي ليتحول إلى اتفاقية عسكرية ، تقوم بموجبها كوريا الشمالية بتجهيز روسيا بالعتاد والصواريخ ومعدات عسكرية أخرى ، مقابل قيام روسيا بنقل تكنولوجيا الاتصالات وطرق حماية الأجواء الكورية ضد اليابان وكوريا الجنوبية وقوات المارينز الأمريكية التي تجوب المياه في شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي .
أن الاتفاقية العسكرية مكنت كوريا الشمالية من ارسال جنود نظاميين إلى روسيا للقتال إلى جانب الجيش الروسي الذي يواجه دعم أكثر من ثلاثين دولة لأوكرانيا بالمرتزقة والسلاح والعتاد بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى التي بات تضرب العمق الروسي ، وبهذه المشاركة العسكرية تكون بيونغ يانغ قد وجهت ضربة مؤلمة لحلف شمال الأطلسي التي كانت تتمناها باستمرار سييما وان الحلف لم يكن ليحل نفسه بعد حل حلف وارسو كما أعلنت ذلك على الملأ كوريا الشمالية .......