الـله بالخير رياضة
كاساس وخيبة الخليج
اكرام زين العابدين
لم يتغير رأي الكثيرين من المهتمين بالكرة بان بطولة الخليج تعد احدى البطولات التنشيطية التي تقام كل عامين بمشاركة 8 منتخبات ، ولكن تنظيم العراق للبطولة في نسخة 25 بالبصرة عام 2023 وبعد طول انتظار جعلها مهمة بنظر البعض من المستفدين منها ، وجاءت اهمية البطولة لانها خلقت جوانب ايجابية وبالظروف التنظيمة التي صاحبتها بعد مونديال قطر 2022 ، ونقلت صورة ايجابية عن العراق للعالم اجمع.
هذه المعطيات جعلت البعض يعتقد بان بطولة الخليج احدى البطولات العالمية وان الفوز بها مهم ويجعل منتخبنا احد المنتخبات التي لا تقهر ، وتم تكريم المنتخب الوطني الفائز بها بهدايا وجوائز يحلم بها الجميع ، وكان لاعضاء الاتحاد ورئيسه نصيب كبير منها.
ومن حسن حظ مدرب منتخبنا الوطني كاساس بانه احرز اللقب الغائب عن العراق منذ عام 1988 ، لذلك استفاد جداً من هذا الانتصار وتم توظيفه لصالحه في قادم الايام ، لانه عندما استلم المهمة كان منتخبنا يعاني من تراجع مستواه وفقدان روحية الفوز ، لكن الاسباني نجح في اعادتها اليه.
روحية الفوز تواصلت مع الفريق بشكل جيد وحققت غاياتها في تصفيات كاس العالم بعد ان تصدر العراق مجموعته بجدارة ، وتأهل للمرحلة الحاسمة ، وشارك بعدها في نهائيات كأس آسيا بالدوحة 2024 ، وقدم مباريات متميزة وتصدر مجموعته بالعلامة الكاملة بعد الفوز على اندونيسيا واليابان وفيتنام ، وبعدها دخل الغرور في نفوس لاعبي منتخبنا وتوقعوا بانهم سيصلون لنهائي البطولة بسهولة لاسيما بعد ان اوقعتهم القرعة امام الاردن.
وهنا بدأت اول فصول التراجع بالمستوى وفقدان روحية الفوز نتيجة الضغط الكبير على لاعبينا من قبل الجماهير والاعلام ، وعدم التصرف بعقلانية مع المباراة مما ادى الى خسارتنا للمباراة بظروف يعرفها الجميع وبمساعدة التحكيم.
واثبت منتخبنا الوطني انه لا يستطيع اللعب تحت الضغوط وغالبا ما يخسر رهانات الجماهير التي تتسب بضغوط هائلة على الفريق ، وهذا ما حصل في مباراتنا مع كوريا الجنوبية في تصفيات كاس العالم 2026 التي خسرنا ايضاً نتيجة اخطاء دفاعية بدائية.
واستمر الضغط الكبير على الفريق في مباراتنا امام الاردن ، والتي اقيمت على ملعبنا في البصرة ، وكم كرهت في حينها من اطلق عبارة (كراج حويدر) عليه في اشارة الى ان الفوز مضمون فيه ونسى ان كرة القدم لا امان فيها لانها انقلبت وبالاً علينا ، وادى ذلك الى فقدان نقطتين مهمتين بمشوارانا الحاسم لتحقيق الحلم المونديالي بعد تعادلنا مع الاردن وباداء مخيب للآمال.
وبدلاً من الاستفادة من الاخطاء ومحاولة الوقوف مع الفريق الذي يحتل المركز الثاني بالتصفيات الحاسمة وقريب جداً من التأهل ، ومحاولة تصحيح الاخطاء وايجاد البدلاء المناسبين قرر الاتحاد العراقي خوض مغامرة جديدة والمشاركة في خليجي 26 بالفريق الاول كونه حاملاً للقب وباسماء اغلبها كبيرة بالعمر ، على امل تحقيق الانتصار من جديد والبحث عن مغانم جديدة لاعضاء الاتحاد .
وبسبب تواجد كل اعضاء الاتحاد وعدد كبير من الهيئة العامة والذي ولد سخطاً كبيراً عليهم ، وتعامل الوفد العراقي بشكل غير لائق مع الاعلام المحلي والخارجي ، وبدلا من الامتناع عن التصريح غير المسؤول من قبل رئيس واعضاء الاتحاد تسارعوا في اعطاء تصريحات تسببت في حدوث اكثر من ازمة من الجميع.
وبدأ المنظمون يتمنون خسارة العراق من اجل التشفي من المسؤولين ، وهذا ماحدث وجعلنا نخسر هيبة اسود الرافدين التي عملنا على اعادتها خلال السنتين الماضيتين. وعلينا ان نتعلم من درس الخليج ، من خلال اصدار تعميم بالابتعاد عن الظهور التلفازي واعطاء التصريحات لكل من يعمل في منظومة الاتحاد ولحين النجاح بالوصول الى المونديال.