الحلبوسي بين الواقع والطموح
كامل الدليمي
لا يختلف اثنان على إمكانية السيد الحلبوسي في إجادة اللعب السياسي في المناطق الخطرة ، ويُؤثر على نفسه كثيراً في ان يقدم الخسارات الشخصية كي يتمكن من الثبات على المنهج العام ضمن منظومة الأخلاق السياسية التي تحافظ على هيبة الدولة وكرامة المواطن ، يسعى جاهداً وبطريقة عمل اعُتبرت إنموذجاً يُحتذى به وتجربة فريدة في العمل السياسي كي يتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة التي تمثل طموح جمهوره ضمن إطار العراق الموحد . هذه الطريقة المميزة أثارت حفيظة منافسيه من الساسة الذين يمتلكون الخبرة المحدودة، في العمل السياسي ضمن إطار مغلق لايمكنهم الولوج من خلاله إلى الفضاء الأوسع ولا اريد ان أتطرق للأسباب !! فأصبح ديدنهم في العمل السياسي الهجوم على اي نموذج او تجربة جديدة تسجل نجاحات يتفوق بإنجازه على العمل التقليدي ، وباتأكيد تلك الصورة تؤثر سلباً على اصحاب السُبات السياسي الدائم ، خوفاً من ان تتأثر مصالحهم او تتغير صورتهم امام جمهورهم نتيجة عدم تمكنهم من اللحاق بركب فكر ونهج الاخ الحلبوسي .لا استغرب حجم الهجمات والتشويه الذي يتعرض لها الحلبوسي لانه جزء من الطبيعة البشريه وديدن الحياة ان لايحب المرء الأفضل منه كالمثل الدارج « العين لاتحب الأرجح منها «لكن امنياتي ان نستفاد من كل سياسي ناجح، ومدرسة اثبتت نضجها وانتجت ثمارها بزمن قياسي ،كوننا نفتقر للتجارب الفريدة
لذا سيبقى نموذج الحلبوسي السياسي الأمثل في هذه المرحلة، والأفضل على مستوى المكون لأنها اعتمدت طريقة ترك الشعارات والذهاب إلى الإنجازات والحصول على محبة الناس وهذا ما نجح به فعلاً.
اعتقد يتسم بالذكاء كل شخص يتمكن من تدريب نفسه على مبدأ الحياة مدرسة وعلينا التعلم منها ، ونموذج الحلبوسي السياسي الذي تعامل مع الواقع بواقعية وذكاء ويعمل بجد وتفاني من اجل تحقيق الطموح جزء حيوي من دروس الحياة الناجحة والمنتجة..