فاتح عبد السلام
تصلني استفسارات من عراقيين ولبنانيين وسوريين، بشأن وقوف العراق مع النازحين من جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية مع اندلاع الحرب الكبيرة هناك. العراقيون يتداولون أخباراً لم تصدر بشأنها قرارات حكومية موثقة حول تقديم منح مقطوعة فورية لكل نازح قيمتها عشرة آلاف دولار، والتعهد بتوظيف الراغبين من هؤلاء اللبنانيين في القطاعات الحكومية، مع تكفل الدولة العراقية بدراسة أولادهم ودفع أجور إسكان الآلاف في بيوت خاصة او فنادق محجوزة بالكامل لحساب اللبنانيين في كربلاء والنجف وبغداد ومدن أخرى.
بغض النظر عن مدى “دقة الاخبار” المتداولة بين العراقيين من حيث التفاصيل فإنّ هناك موقفاً عراقياً معلناً وواضحاً ومعززاً من المرجعية الشيعية العليا في النجف الاشرف، في مساندة النازحين اللبنانيين المدنيين الهاربين من الجحيم، الذين يتدفقون كل يوم على العراق، فيما يزداد اشتعال القصف على الضاحية وبلدات جنوب لبنان.
لبنانيون تحدثوا عن اخفاقهم في الانتقال من سوريا الى العراق، لأنّ هناك -حسب قولهم- قوائم تخضع للتزكية من حزب الله او جهات يجهلونها تقوم بفرز أهالي المنتسبين الحزبيين النازحين الى العراق بحسب قوائم تسلم الى الجهات المعنية في العراق بمساعدة من فصائل محور المقاومة التي تتولى تقديم الرعاية الخاصة لعوائل مقاتلي حزب الله حصراً.
أهالي العراقيين في الجنوب العاطلين عن العمل من الخريجين وأصحاب الشهادات، يقولون انّ أبناءهم أولى بالرعاية والتعيين وانّ هناك وسائل أخرى للدعم والمساندة، وانّ الدولة اللبنانية عليها ان تتكفل بمساندة النازحين من الجنوب والضاحية كونهم لبنانيين أصلاً، بغض النظر عن الموقف من حزب الله الذي يرون انه ورطهم في حرب لم يقرروا خوضها.
ويقول عراقيون، لا مجال لذكر تفاصيل احاديثهم هنا، انه لولا العلاقة الحميمة بين الفصائل العراقية وحزب الله اللبناني تحت الرعاية الإيرانية لما فتحت الحكومة العراقية الأبواب لآلاف اللبنانيين مع منحهم الامتيازات، وقد كان متوقعا ان تفتح سوريا كونها رسميا عضو في محور المقاومة الإيراني، الأبواب لاستقبال اللبنانيين.
الوقوف مع اللبنانيين أو سواهم من العرب المنكوبين واجب قومي واخلاقي وديني، لكن هذه القاعدة يجب ان تتسع لتشمل كل العرب، فالسوريون على سبيل المثال، لم يجدوا، ذات يوم أسود، باباً عراقياً مفتوحاً أمامهم حين نكبتهم الحرب عقدا كاملا فارتموا في أحضان تركيا ومجاهيل البحار التي قذفت بالملايين منهم على سواحل أوربا.
السؤال الأهم والمهمل وسط الصخب اليوم، هل يجري تفريغ جنوب لبنان من ساكنيه من غير عودة لهم، ومن دون أن يشعر أحد. وانّ العراق يقوم بدور «الضيافة السياسي» من دون ان يدري، لاسيما انّ القصف الإسرائيلي يمسح قرى وبلدات جنوب نهر الليطاني؟
رئيس التحرير-الطبعة الدولية