فم مفتوح .. فم مغلق

ماذا يعني (الأب) للأبناء؟

زيد الحلي

امس جاءني قارئ مزمن لجريدة (الزمان) وبيده قصاصة ورق ، تحمل كلمات عن الاب ، طالبا نشرها ، قرأت الكلمات ، فأعجبتني فكرتها ، غير انها تحتاج الى تعديل بسيط .. سـألت الرجل .. هل انت كاتبها ؟ قال لا .. لكنها هزت مشاعري ، وتمنيت ان يقرأها الجميع .. قلت له : وما اسم الكاتب ؟ قال : لا اعرف ..!

وبين رجاء القارئ المزمن للزمان الذي تجشم عناء الطريق والحضور ، وبين نشر كلمات دون معرفة اسم كاتبها ، وقعت في حيرة .. ولتطيب خاطر الرجل ، وعدته خيرا .. فغادر بعد استكانة الشاي ، وبقيت افكر: ماذا اراد الرجل ان يوصل فكرة .. هل يعاني من جحود ابناءه ؟

أن الاب قدوة مهما تكالبت أعاصير الحياة ، واعرف انه ليس هناك فرح أعظم من فرح الابن بمجد أبيه، ولا أعظم من فرح الأب بنجاح ابنه ، والاب ذلك النبع الصافي، والشجرة التي لا تذبل، وهو الظل الذي يأوي إليه الابناء ، وهو الرمز في التفاني والبذل والعطاء ، فالأب يتجرّع المرّ ليسقي العسل شهداً لأبنائه .         

ولا شك ان برُّ الوالدَيْنِ يعد من اكبر وأعظمِ حقوق العباد التي أمر الله عز وجل برعايتها، حيث جعلهما الله في المرتبة التي تلي حقَّه سبحانه في التوحيد، قال الله تعالى: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )  « الإسراء:23 «

واعود الى الكلمات التي جاء بها قارئ « الزمان «.. واجد ان من المرؤة ، تحقيق رغبته بالنشر ، مع اعتذاري لكاتبها الاصلي ، فهي وصلتني كما اوضحت في بداية سطوري خالية من اسم الكاتب .. وانشر هنا ، نص الكلمات التي أثرت في مشاعر قارئها ، واكيد انها تمس شغاف قلوب كل الاباء الذين لم يشهدوا براً من أولادهم ..

 ( اكثر شخص يأتي بالمال الحلال هو الأب.

أقل واحد في المصاريف هو الأب.

أكثر واحد يبذل مجهودا للعائلة هو الأب.

أكثر واحد مضغوط نفسياً من العمل هو الأب.

أقل واحد يطلب إجازة خاصة أو ترفيهية هو الأب.

أكثر واحد يضحي ويحب العائلة ويفضلهم على نفسه هو الأب.

ولكن بكل أسف لا نعرف قيمته الا إذا رحل  .

رحم الله كل اب توفى ولم يدرك أبنائه ما قدمه لهم ، وحفظ الطيبين منهم ..)

Z_alhilly@yahoo.com