لماذا يشعر العراقيون بالإحباط بعد خسارة منتخب العراق الكروي ؟
أنوار الخفاجي
كرة القدم ليست مجرد رياضة في العراق ..!! بل هي شغف شعبي و وطني يعكس تطلعات الشعب و طموحاته ، و يعتبر المنتخب الوطني رمزًا للوحدة و الأمل في بلد يواجه تحديات سياسية و إقتصادية و إجتماعية ..!!
لهذا السبب فإن خسارة منتخب العراق في البطولات الكبرى ، تترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على الجماهير ، مما يؤدي إلى مشاعر إحباط و خيبة أمل .
و من أسباب شعور العراقيين بالإحباط بعد خسارة المنتخب ، الأمل المرتفع والارتباط العاطفي الجمهور العراقي لديه إرتباط قوي بمنتخب بلاده ، حيث يعتبرونه ممثلاً لوطنهم في المحافل الدولية .
وعندما يخسر المنـــتخب يشعر المشجعون و كأن آمالهم و أحلامهم قد تـــحطمت .!!
ظروف البلاد الصعبة
في ظل الأوضاع السياسية و الإقتصادية المعقدة التي يعيشها العراق ، يعتبر الناس كرة القدم متنفسًا ، للتعبير عن الفرح و الفخر . و عندما تخيب آمالهم في هذا المجال ، تتضاعف مشاعر الإحباط .
التراجع الفني والإداري
يرى الكثيرون أن أسباب الخسارة ليست فقط في أداء اللاعبين داخل الملعب ، بل تمتد إلى ضعف التخطيط و الإدارة ، مما يزيد من مشاعر الغضب و الإستياء تجاه المسؤولين عن الرياضة .
ضغط وسائل الإعلام والجماهير
تسهم وسائل الإعلام و مواقع التواصل الإجتماعي في رفع سقف التوقعات ، مما يجعل الخسارة أكثر وقعًا على المشجعين .
و هنا تبرز الحلول المقترحة للنهوض بواقع الكرة العراقية .
إصلاح الهيكل الإداري
يحتاج الإتحاد العراقي لكرة القدم إلى إدارة مهنية تعتمد على الكفاءة و الشفافية بعيدًا عن المحسوبية .
يجب وضع خطط طويلة الأمد لتطوير كرة القدم من القاعدة إلى القمة .
الاهتمام بالفئات العمرية
بناء قاعدة قوية للمنتخب يبدأ من الإهتمام بالناشئين و الشباب ، من خلال إنشاء أكاديميات متخصصة و توفير برامج تدريبية على مستوى عالٍ .
تطوير البنية التحتية الرياضية
يعاني العراق من نقص في الملاعب و المرافق الرياضية ذات الجودة العالية .
تحسين البنية التحتية سيخلق بيئة مناسبة لتطوير اللاعبين و تحسين أدائهم .
توفير الكوادر الفنية المتميزة
أستقطاب مدربين عالميين يتمتعون بالخبرة و الكفاءة ، و العمل على تأهيل المدربين المحليين لنقل الخبرات إلى الأجيال القادمة .
الاستثمار في اللاعبين المحليين
يجب التركيز على تطوير اللاعبين المحليين بدل الأعتماد المفرط على اللاعبين المحترفين بالخارج .
يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير دوري محلي قوي و منافس .
تعزيز الروح الرياضية لدى الجماهير
ينبغي أن تعمل الجهات المعنية على توعية الجماهير بضرورة دعم المنتخب في جميع الظروف ، و تشجيعهم على تقبل النتائج بروح رياضية . الشراكة مع القطاع الخاص،يمكن تعزيز الرياضة من خلال الشراكة مع الشركات و المؤسسات الخاصة لدعم و تمويل مشاريع تطوير كرة القدم .وفي الختام الخسارة ليست نهاية الطريق ، بل هي فرصة للتعلم و تحقيق التغيير و يجب أن يتحلى الجمهور العراقي بالصبر و الثقة في قدرة منتخبه على العودة بقوة .
من جهة أخرى فإن تحقيق النهضة في كرة القدم العراقية ، يتطلب تضافر الجهود بين الجمهور المسؤولين و اللاعبين لتحقيق أهداف مشتركة ، تسهم في رفع إسم العراق في المحافل الدولية.