حرب علنية ضد النزاهة
منير حداد
يشن الفاسدون حرباً علنية ضد النزاهة، بإصرار مستميت حتى آخر قطرة حرام في عب الفساد قابلة للتجدد والتلون بأشكال متنوعة.. مثل: مشاريع وهمية وأخرى ناكلة، وصفقات بأضعاف ميزانيتها الحقيقية، وقوائم بوظائف للأبناء والأحفاد والأصهار و... كافة الأقرباء والمتحزبين الموالين لفئة ما.
وكنا سنرضى على مضض لو المعادلة إتزنت.. نزيه واحد نظير خمسة فاسدين، لكن يقصى المضحون وأبناء الشهداء من أي موطئ قدم وظيفي في دوائر الدولة، ويفضل عليهم غير المستحقين من حيث الكفاءة.. يقدمون لإعتبارات عائلية وفئوية...
و... نحن، نحارب.. نحن أبناء وأخوة الشهداء الذين ذبلت زهرة شبابنا في ظلمات المعتقلات ودهاليز السجون، لا نعرف ليلاً من نهارٍ ولا شتاءً من صيفٍ، حتى أن البعض عندما كسرت أبواب الحبس، قال: ها؟ سقط البكر؟
وقفنا بوجه النظام.. أنا مثلاً قدمت شهيدين من إخوتي، درءاً للظلم عن شعب العراق، صار شبابي درعاً واقياً للعراقيين من جحيم النظام السابق، ريثما سقطت الديكتاتورية، فخدمت العراق بمحاكمة الطغاة محيِّداً مشاعري لصالح عدالة القضاء بإستقلالية تامة لا إنحياز فيها للثأر الشخصي... وعندما جيء بصدام كي أقاضيه كبتُّ الغيظ وإحتكمت الى القانون بشرف إخترقته محكمة الثورة الخاصة التي تـعدم بالمجان، وكأن المجاهدين غنم.. حاشى لله.
عَمِلتُ ضمن المحكمة الجنائية العليا، في مقاضاة رموز النظام السابق بمهنية إحترافية، ما زالت محط إعجاب العدو قبل الصديق
لست وحدي في المأساة، ثمة ضباط وقادة خدموا العراق بعد 2003 مسطرين ملاحم بطولية، بينما الآخرون ينامون رغداً، والآن.. ذوو الأسرة الوثيرة، يقصون الذين توسدوا الحجارة في البراري ملتحفين برد سماء الشتاء وصهد الصيف، ونيران «داعش» تقتل طيور الفضاء من فوقهم وتدك الأرض تحتهم على خطوط الصد بمواجهة الإرهاب.
والأمثلة كثيرة، تبدأ بمدير عام شركة تسويق النفط علي نزار الشطري، نجل الشهيد نزار الشطري وإبن أخ شهيد.. شاب في مقتبل العمر، قدم حياته قرباناً... والقائمة تطول الى الأبد.
ولأن علي نزار.. مدير عام شركة تسويق النفط (سومو) رجل نزيه وشجاع تجابهه حرب شعواء من بعثية متغلغلين في الدولة وفاسدين تعطل نزاهة علي نزار، عملهم.
أزلام النظام
وهو ذات المصير الذي لقيته من أولياء دم الطاغية؛ الذين نكلوا بي لأنني أسهمت بالتحقيقات التي أسفرت عن إعدام طغاة أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء.
ثأر أزلام النظام مني، بحيث شلوا حراكي الوظيفي وتيهوني في منتصف الطريق، تأكيداً لولائهم البعثي العامد الى إستعادة زمن غابر يصرون على إستحضاره بإقصاء الشرفاء والتنكيل بالمخلصين.
لكن حاشى لله أن ينسى عبداً صالحاً «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب» الآية 2 سورة الطلاق.
لم ينسانِ الخالق.. عز وجل، في عملي الحر.. النزيه؛ كوني إسماً كبيراً في عالم المحاماة الآن، أسعى في إنصاف المظلوم، راضياً برزق حلال جزاء عمل نزيه.