الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كيف يصنع الأقوى سردياته ؟

بواسطة azzaman

كيف يصنع الأقوى سردياته ؟

غزوان المؤنس

 

شهد العالم خلال العقود الأخيرة تحولات عميقة في تشكيل الرأي العام، بحيث أصبح هذا الأخير أداة قوية في يد الدول الكبرى، تتلاعب به وتعيد تشكيله وفقاً لمصالحها، ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك، نجاح الكيان الإسرائيلي في بناء سردية مقنعة للعالم بشأن تدخلاته العسكرية في غزة وبيروت، مما أتاح له شرعنة أفعاله رغم انتهاكها للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.

في قلب هذا النجاح يكمن الاستخدام الماهر لوسائل الإعلام المتنوعة، التي أصبحت سلاحاً في معركة كسب التأييد السياسي الدولي، استطاعت إسرائيل توظيف الإعلام بشكل احترافي، لترويج صورة مظلومية إسرائيل أمام العالم، وربط أي مقاومة لسياساتها في غزة أو لبنان بالإرهاب. ومن خلال هذه الحملة المنظمة، أصبحت العديد من الدول الغربية ترى التدخلات الإسرائيلية وكأنها “دفاع عن النفس”، بينما تجرم مقاومة الشعوب المقهورة وكأنها تهديد للسلم العالمي.

ما يثير الدهشة في هذا السياق هو عجز قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) عن اتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للحدود اللبنانية. حيث تلتزم هذه القوات الصمت إزاء هذه الانتهاكات الواضحة، في حين كان يمكنها، لو عكسنا الموقف، أن تكون صوتاً عالياً أمام العالم لو قامت جهة أخرى بنفس التجاوزات. هذه الازدواجية في التعامل تثير تساؤلات حول مصداقية المؤسسات الدولية التي يُفترض أن تحمي السلم والأمن العالميين.

إن العالم اليوم لا يشهد حقيقة موضوعية، بل يشهد سرديات تُصنع وتُشكل وفقًا لموازين القوى. الأقوى هو من يمتلك القدرة على التأثير في الرأي العام، ليس فقط عبر الإعلام، بل عبر أدوات سياسية واقتصادية ونفسية. الحقيقة التي تصل إلى الجمهور ليست بالضرورة الحقيقة المطلقة، بل هي الحقيقة التي يراد لها أن تكون.

وفي الختام اصبح ضعف حال العرب لا يستطيعون نشر صورة المقاومة ولا كتابة  اسم البلدان في شبكات التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

 


مشاهدات 218
الكاتب غزوان المؤنس
أضيف 2024/10/03 - 2:06 AM
آخر تحديث 2024/11/21 - 4:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 280 الشهر 8984 الكلي 10052128
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير