كيف جرت حماية طلبة من جرائم الارهاب في الانبار؟
مارد عبدالحسن حسون
ان تتوفر لك الفرصة لحماية الناس والدفاع عنهم وصيانة حياتهم فانك بذلك تكون قد أرضيت الله وصنت نفوساً بشريةً حرم الباري عزّ وجل قتلها بغير ذنب وفق الاية الكريمة ،(من قتل نفساً بغير نفسٍ ،أو فساد في الارض فكأنمكا قتل الناس جميعاً ،وَمَنْ أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ،) (الاية 32 سورة المائدة،) وحين يتخذ هذا الموقف تأثيره الحازم باللحظة الزمنية المعينة يكون قرارك بثلاثة موجبات .
الموجب الاول انك في مسؤولية امنية تقتضي منك الاستنفار الوظيفي المطلق الذي لابد ان يصب بهذا الاتجاه والا تكون قد خنت هذا الواجب الوظيفي .
الموجب الثاني يتعلق برفض كل اشكال القتل لمجرد القتل والذي يمثل جريمة كاملة الاركان
الموجب الثالث عندما تتولى القتل فئة ضالة لا دين لها وتتعكز على مزاعم باطلة من الاساس ، يكون التصدي لها واجباً شرعياً ووطنيا واجتماعياً وتكون حمايتك نبلاً عظيماً للذين يستهدفهم القتل مدنيين ابرياء وجدوا انفسهم وقد تعرضوا لتهديد مباشر
انني إذ أُشير إلى ذلك فقد كنت مديرا لشؤون العشائرفي وزارة الداخلية وضمن مسؤوليتي وبمعيتي مدراء شؤون العشائر في المحافظات ، الزمن في بداية 2014 وحينها كانت العصابات الداعشية قد احتلت بعض مناطق الانبار ،وكان الطلبة في الاقسام الداخلية التابعة لجامعة الانبار من العمارة والناصرية والكوت والسماوة وديالى ومحافظات اخرى وعلى حين غرة استهدف الارهابيون الدواعش تلك الاقسام الداخلية فأضطر الطلبة الى الفرار ، طلاب وطالبات بأتجاه مركز المحافظة وساعتها تحرك مدير شؤون العشائر في المحافظة العقيد صبري عبداللة عمر لتأمين أوضاع هؤلاء الطلبة وأتصل بي ليقدم لي الموقف اليومي شارحاً ماحصل وفي الحال وجهته ان يركز على حماية حياتهم وفق أعلى درجة من التركيز وقلت له بالحرف الواحد هؤلاء الطلبة أمانة في اعناقنا ، بل اقترحت عليه ان اتوجه الى الرمادي لمعاونته في هذا الاجراء فقال لي بالحرف الواحد (احنه في مديرية شؤون عشائر الانبار نكفيك سيدي ) واضاف ( عفه سيدي أحنه منذورين للطيبات ) وبالفعل ، تحرك العقيد صبري واتصل بالسيد محافظ الانبار السيد أحمد خلف الذي سارع بكل اريحيةٍ وامانةٍ فاتحاً بيته للطالبات برعاية عائلته الكريمة التي قدمت كل واجب الضيافة بينما تم تأمين حياة الطلاب في دار ضيافة المحافظة بموقف أمني حازم .
كانت الاتصالات عبر الهاتف متواصلة بيننا على مدار الوقت وفي اليوم الثاني للاجراء تم أخلاء مجموعة الطلبة الى مضيف وعائلة العقيد صبري ومن ثم الى مضيف وعائلة الشيخ فهد مشعان الراشد الى ان أنفرجَ الموقف الأمني العام في المحافظة وعندها تم ترحليهم الى محافظاتهم .
انني اذ اشير إلى ماجرى في هذا الشأن فقد اختصرت العديد من المشاهد المكملة وفق مقتضيات التحرك
لقد سارعت الى اعطاء موقف الى السيد عدنان الاسدي وكيل وزير الداخلية الاقدم انذاك حيث كانت حقيبة الداخلية بعهدة السيد نوري المالكي دولة رئيس الوزراء حينها وقد تم تكريم العقيد صبري بكتاب شكر وتقدير بمقترح مني ومن المهم ان اضيف هنا ان مسؤوليات صباط ومنتسبي شؤون العشائر في وزارة الداخلية في اهم واجب من واجباتها حماية حياة العراقيين وليس فقط ضمان سير الأوضاع العشائرية وإيجاد علاقات تصالحية تضامنية ،وايضا ليس فقط تعزيز علاقات العشائر بمؤسسات الدولة العراقية .
إن انفتاح مديريات شؤون العشائر على الواجبات التي تصون حقوق حياة العراقيين ضد أي استهداف عدواني جزء اساسي من واجباتها بموجب الاهداف التي عملت على ايجادها وتعزيزها خلال ادارتي لهذه المديرية ومازال العمل ساري المفعول بموجبها .