الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عبدالرحمن الشورجة البرزنجي.. علم من أعلام المشايخ الدينية في كركوك      

بواسطة azzaman

عبدالرحمن الشورجة البرزنجي.. علم من أعلام المشايخ الدينية في كركوك      

لطيف دلو

 

شاء الله أن تضيء نوره جميع أرجاء المعمورة ويذكر فيها إسمه كما ورد في الآية الكريمة   ( في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال * النور 36 )  ووهب لها رجال آمنوا بربهم وزادهم هدى ولتضاء نورالله ويذكر إسمه تعالى فقد قام في العهد العثماني الشيخ محمود القطب البرزنجي من سلالة دينية معروفة منذ القدم ببناء جامع كبير مع تكية للمشيخة الدينية لاداء هذه المهمة في قرية الشورجة النائية في منطقة قرة حسن من مدينة كركوك وتبعد عن مركز المدينة ب (30) كم شرقا وفيما بعد اصبحت تلك التكية مركزا للتنوير والنصح والارشاد الديني وقراءة القران والتربية الاجتماعية لطالبي العلوم الدينية ويرتاد اليها الناس من جميع الجهات لزيارة الشيخ وإستلهام الامور الدينية  والمسائل الاجتماعية منه وتوالى على المشيخة وإمامة الجامع تباعا من تلك الاسرة ومنهم -

الشيخ عبد الرحمن الشورجه البرزنجي:

ولد الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ نجم الدين ( صابري ) بن الشيخ عبدالرحمن الثاني بن الشيخ محمود القطب عام ( 1917 ) في قرية شورجه اثناء الحرب العالمية الاولى في ظروف معيشية صعبة من القحط والمجاعة، وتربى وكبر في احضان اسرة دينية مشهورة بالزهد والمشيخة الدينية، ولُقِبَ وعُرِفَ لدى عامة الناس ب ـ( الشيخ عبدالرحمن شورجه ) تمييزا عن الاسماء الكثيرة المماثلة لاسمه وأشتهر بها وبعد بلوغه مرحلة التعليم درَّسه والده العلوم الدينية وقراءة القرآن الكريم، ومن ثم انتقل الى كركوك لإكمال دراسته الدينية لدى علماء جوامع المدينة ومنهم ( الشيخ ملا عمر كومبتي في جامع النائب و الملا رفيق في جامع دلي باش ولدى الشيخ عبدالمجيد القطب وعند اخيه الشيخ محمد في جامع بولاق ) واستمر في الدراسة الى ان وصل الى مرحلة عالية من العلم والمعرفة الدينية والاجتماعية وعاد الى قرية شورجه أواخر عام ( 1940 ) لينيب عن والده المصاب بمرض عضال في أداء امامة الجامع وإدارة شؤون التكية ورعاية والده الشيخ نجم الدين الذى وافاه الاجل في عام ( 1944 ) رحمه الله وخلف والده في شؤون المشيخة وادارة التكية كخير خلف لخير سلف .

حب الخير

أخذ الشيخ عبدالرحمن شورجه الطريقة القادرية الصوفية والبيعة والعهد من والده، وكان الشيخ زاهدا وورعا ويتصف بالصدق والامانة وحب الخير ومساعدة الناس بالأخص الفقراء منهم بكل ما يملك وأشتهر بالسخاء بكل ماتعني الكلمة وكان يطعم المتواجدين في التكية وإن كان بآخر رغيف خبز في بيته ، وكان كثير الاعتكاف داخل التكية وخاصة في شهر رمضان متخليا عن ملذات الحياة وانصرف للتقوى وعبادة الله بجميع جوارحه وكان مرجعا دينيا واجتماعيا لكافة الناس في كركوك خاصة ولجميع أنحاء العراق عامة بشهادة تكيته التي أكتظت دوما بالزوار والمريدين وكنا نسمع عن تناوبه بين تكية الشورجه وتكية جده  الاكبر ( الشيخ محي الدين كركوك ) في البقاء والاقامة لربما للتقرب اكثر من مريديه ومحبيه او لشيء ما في نفسه كما في الآية الكريمة [ إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ]{يوسف، 68}. كانت تكيته مركزا لعبادة الخالق العظيم وتعليم اصول الدين والشريعة والشؤون الاجتماعية ومحو الامية والتخلف وتقام فيها حلقات الذكر في المناسبات الدينية دون استعمال الآلات الجارحة قد منعها الشيخ عن مريديه بامتياز عن غيره، وكان علما من اعلام المشيخة في المنطقة دون ان ينحاز الى فئة او طائفة معينة وكرجل دين وايمانه الراسخ بما انزل الله في محكم كتابه عن فئات البشرية مستعينا بالآية الكريمة [ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ]{الحجرات، 13} ولذلك كان مخلصا ومحبا لقوميته الكردية ويسعى بكل إمكانياته المتواضعة لإنقاذها من الظلم والاستبداد ونيل حقوقها المشروعة كسائر الامم وفق النهج الاسلامي والمبادئ الانسانية دون حمل السلاح وسفك الدماء وهدر اموال الخاص والعام في قضية لا نهاية لها إلا بالحوار المتمدن  وكان يتجنب الانخراط في الاحزاب والتقرب من السلطات الحكومية ولم يقبل منها المعونات والمساعدات خشية من استخدام صفته الشخصية الدينية لأسباب سياسية، وبقي الشيخ معززا ومكرما وملتزما بالشريعة والفكر الصوفي ومستقيما في موقعه الديني ومحترما من قبل الجميع إلى آخر لحظة من حياته وترك أثرا طيبا وخالدا في النفوس المؤمنة لا تمحيه غياهب الدهر. [ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ]{الرحمن، 26، 27} وهذه هي سنة حياة الدنيا فقد اصيب الشيخ بمرض وادخل المستشفى الجمهوري في كركوك ومن ثم نقل  الى مستشفى مدينة الطب في بغداد وخرج منه  بناءً على طلبه الشخصي لتحسن صحته لنقله الى الحضرة الكيلانية منبع طريقته الصوفية القادرية لأداء التقوى وعبادة الله، وبعد مكوثه في الحضرة ما يقارب ( 15 ) يوماً قد وافاه الاجل هناك بتاريخ ( 31/12/1977 ) ونقل جثمانه الطاهر من بغداد الى مسقط رأسه ومحل تكيته في قرية الشورجه بموكب مهيب يليق بمقامه وشخصيته الدينية والاجتماعية الفذة وجرى دفنه بتاريخ ( 1/1/ 1978 ) بجوار ضريح جده الشيخ محمود القطب رحمهما الله وكان وفاته صدمة مفجعة لدى الجميع ، وبقيت التكية عامرة بفضل اولاده والارتقاء بها نحوتتويجها بمؤسسة دينية  .

اولاد الشيخ عبدالرحمن الشورجه وجدارتهم في تتويج التكية بمؤسسة دينية 

قال رسول الله (r) ( إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلاُ من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) ظاهريا والعلم عند الله قد تحققت الحالات الثلاث في سلالة هذه الاسرة الكريمة وانتقلت بصورة جدية الى اولاد الشيخ عبدالرحمن الشورجه ولربما هم اوفر حظا من سابقيهم لإتاحة الظروف والمناخ المناسب لهم واستطاعوا الاستفادة منهما برجاحة العقل ولهذا الغرض اتناول شخصية كل منهم حسب معرفتي الشخصية بهم.

هوالنجل الاكبر من بين اولاد الشيخ عبد الرحمن الشورجة رحمه الله ، ولد عام ( 1961 )في قرية الشورجه مسقط رأس والده ، وبعد بلوغه السن اللائق لاستيعاب العلم درس لدى والده القرآن والعلوم الدينية في التكية التي كانت مفتوحة لطالبي العلم ولعدم وجود مدرسة آنذاك في القرية انتقل الى مدارس القرى القريبة منهم في (  باوا و سيامنصور وفرقان ) ومن ثم انتقل الى كركوك لإكمال الدراسة المتوسطة في محلة الشورجه، ولكن بسبب وفاة والده (رحمه الله) ترك الدراسة عام ( 1978 ) وعاد إلى القرية وخلف والده وفق وصيته في سن مبكر كما يقال ( خير خلف لخير سلف ) مستعينا بالله وما تركه له والده من العلم والمعرفة في الامور الدينية والشريعة الاسلامية والطريقة الصوفية المستوحية من القادرية إضافة الى الشؤون الاجتماعية، وحل محل والده في امامة الجامع وإدارة تكية سلالتهم ، وكان ملما وقادرا وجديرا في التغلب على المصاعب دون إحداث أي ثغرة في النهج الذي ورثها من والده في كافة المجالات التي اختصتها التكية من الدعوة والاصلاح والتقوى، ولكن الظروف السياسية للبلاد من انعدام الامن والاستقرار أجبرتهم على ترك المنطقة كسائر اهل القرى الكردية التي جرفتها السلطة حول كركوك عام ( 1987 ) بحجة تأمين مواقع الدفاع عنها ظلما وبهتانا ومنها قرى ناحية ( قره حسن ) ونقلت الحكومة أهالي تلك القرى إلى محافظات الحكم الذاتي آنذاك وإلى المناطق الجنوبية والوسط ومنهم نقلتهم إلى مجمعات سكنية قسرية دون اموال او وسائل المعيشة ومن ثم العمليات الكيمياوية والانفال سيء الصيت تقشعر منها الجلود ، لولا دورا التكايا والمشايخ ورجال الدين في التوعية وترسيخ المفاهيم الدينية في النفوس وتمسك الكرد الشديد بالدين الحنيف وايمانهم بالاية الكريمة (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار * ابراهيم 42)  لحدثت كارثة مأساوية في الانحراف نحو الرذيلة يندى لها الجبين  .

جوامع مزينة

لهدم القرى بجوامعها المزينة بالقرائين انتقل ( الشيخ محمد الشورجة ) مع أخوته إلى دارهم البديلة في محلة رزكاري ( الحرية ) في مدينة كركوك ، جاعلا مضيفه كتكية اضطرارية ومن ثم استعان بتكية جده الاكبر ( الشيخ محي الدين ) بعد تعميره لأداء مهام المشيخة، وخصص فناء بيتهم بعد عزله كمصلى لأداء فريضة الصلاة جماعيا خاصة في الاعياد والمناسبات الدينية  .قام الحاج الشيخ محمد مع أشقائه بمحاولات حثيثة لبناء جامع وتكية بعد استقرارهم في كركوك لأداء المهام على خطى والدهم ( رحمه الله ) واستعادة مكانة تكيتهم كالسابق وبعد جهود مضنية استحصلوا الموافقة الحكومية على تخصيص قطعة ارض لبناء جامع وتكية عليها مقابل الملعب الاولمبي في نهاية حد محلة الشورجه في كركوك، وأستغرق البناء عدة سنوات لكبر الجامع وملحقاته وهو على شكل ( مثمن دائري ) بثمان اضلاع وقبة كبيرة في الوسط ومأذنة عالية  وغرف للتكية وقاعة تحت بناية التكية لصلات الجماعة للنساء في ايام الجمع،  وبعد اكمال أعمال البناء  بتبرعات أهل الخير والتقوى فتح الجامع أمام المصلين وانتقلت تكية الحاج الشيخ محمد الى بنايتها الجديدة داخل فِناء الجامع عام ( 2005 ) وسمي الجامع باسم ( جامع الشيخ محمد بن الشيخ عبدالرحمن الشورجه البرزنجي ) طبقا لنهج والدهم رحمه الله.

لم يقتصر الجامع على أداء فرائض الصلاة الخمس وصلاة الجمع والاعياد الدينية والصلوات المتبعة وفق النهج الديني في الكسوف والخسوف والظواهر غير الاعتيادية المتبعة في الدين الاسلامي، بل اصبح الجامع منبرا للتثقيف في الشؤون الدينية والاجتماعية وتعليم قراءة القرآن والاحاديث الشريفة والدورات الصيفية عند تعطيل المدارس للطلاب داخل الجامع والطالبات في القاعة المخصصة لصلاة النساء ، وحلقات الذكر والتقوى في الجامع من قِبَل المريدين والمصلين المعتادين عليها في ليالي معينة وكذلك جلسات تعليمية عن البلاغة واصول قواعد اللغة العربية في النحو والاملاء كلما اقتضت الحاجة بمشاركة التكية بإدارة شيخها ( الحاج الشيخ محمد الشورجه ) وبمعاونة أشقائه، أدت دورها الفعال فيما يقدمها الجامع إضافة إلى مهامها الاساس في التوعية الدينية والاصلاح والارشاد والشؤن الاجتماعية وأداء دورها في حل مشاكل المواطنين الملتجئين اليها لإصلاح ذات البين وتصفية النزاعات العشائرية وخلق الود والتراحم والتآخي بين طرفي النزاع وكذلك دورها في مساعدة الفقراء والمحتاجين حسب الامكانيات المتاحة لها.

لم تكن هذه المهمة سهلة بل كانت صعبة لإيجاد الحلول اللازمة لتأسيس مدارس دينية  من الارض والمال و الاثاث والموافقات الرسمية من الدوائر ولكن بجهود كل من ( الحاج الشيخ محمد شورجه ) وأشقائه وسنأتي الى ذكرهم لاحقا كل على حدة مع الخيرين من المواطنين وبتسهيل من الله ازيلت المصاعب تدريجيا حيث حصلت الموافقات الرسمية لفتح ثانوية دينية للعلوم الاسلامية تابعة للوقف السني بإدارة (  الدكتور الشيخ عبدالقادر ) شقيق الحاج شيخ محمد داخل الجامع بعد تهيئة بعض فراغات الجامع كصفوف دراسية وسميت بـ( ثانوية الشيخ عبدالرحمن الشورجه للعلوم الاسلامية ) تيمنا باسم والدهم وبدأ الدوام فيها عام( 2005 ) ولغرض توسيع المدرسة لاستيعاب عدد الراغبين للدراسة فيها من الطلاب  كلفوا شقيقهم ( الاستاذ الدكتور الشيخ سالار ) وبمعاونة الخيرين لمراجعة الدوائر المختصة لاستحصال الموافقات الاصولية لتوسيعها واخراجها من بناية الجامع  وبعد جهود جبارة حصلت الموافقات الرسمية على تخصيص قطعة ارض لها جنوب الجامع وقريبة منه لتسهيل التواصل بينهما في مهاميهما وبعد انتهاء اعمالها الانشائية انتقلت المدرسة اليها عام ( 2008 ) وتعين ( الاستاذ الدكتور شيخ سالار ) مديرا لها ونُقل مديرها السابق ( الدكتور الشيخ عبد القادر ) الى مهام ومنصب آخر.

وضمن تنوير وترقي التكية بمؤسسة دينية قام( الاستاذ الدكتور شيخ عبدالقادر ) باستحصال الموافقات الاصولية لفتح ثانوية للعلوم الاسلامية للبنات ، للمطالبات الكثيرة للدراسة فيها وتمت الموافقة على فتحها وتخصيص قطعة ارض للبناية ولعدم تيسر المبالغ الكافية لدى الجهات المعنية تأخر بناؤها وبدأ الدوام في تلك الثانوية باسم ( ثانوية حفصة خان النقيب للعلوم الاسلامية للبنات ) عام ( 2007 ) داخل بناية الثانوية للبنين  بدوام ثان .

اولاد الشيخ عبد الرحمن الشورجه الفاعلين الاساسيين في بناء الجامع والتكية وتتويجها بمؤسسة دينية في كركوك

1- الشيخ الحاج محمد - وردت شخصيته ومهامه آنف الذكر في إدارة التكية والجامع  في فقرة خاصة به في متن المقالة بصورة مفصلة قدر ما تغني موضوع البحث.

2- الاستاذ الشيخ عبد الجبار، ولد في قرية الشورجه عام ( 1967 ) خريج كلية الشريعة جامعة بغداد عام ( 1991 ) وحاصل على شهادة ماجستير في تفسير القرآن عام ( 2015 ) من دولة لبنان، إمام وخطيب جامع وتكية جدهم الاكبر ( الشيخ محي الدين كركوك ) و تدريسي في كلية القلم حاليا، له مؤلفات عديدة منها كتاب ( سيرة مشايخ شورجه ) .

3- الدكتورالشيخ سالار، ولد في قرية شورجه عام ( 1969 )، خريج كلية الشريعة ، جامعة بغداد (  1992 ) وحاصل على شهادة الدكتوراه في اصول الدين عام ( 2024 ) من دولة لبنان، وكان مديرا لثانوية الشيخ عبدالرحمن الشورجه في كركوك لمدة عشر سنوات وحاليا فيها بوظيفة مدرس واوردنا اسمه اكثر من مرة عن جهوده، وسمعت عن مساعيه الحثيثة في افتتاح مكتبة إسلامية عامة ملحقة بالثانويتين والجامع وارجو له التوفيق من الله.

4- الشيخ محمود، ولد في قرية شورجه عام ( 1971 ) خريج كلية العلوم الاسلامية، جامعة بغداد (  1997 ) وحاصل على شهادة ماجستير في اصول الفقه عام ( 2023 ) من دولة لبنان، إمام وخطيب جامع سيد المرسلين في كركوك .

5- الدكتور الشيخ عبد القادر، ولد في قرية شورجه عام ( 1976 ) خريج الجامعة الاسلامية في بغداد (  2001 )، وحاصل على شهادة الدكتوراه في العقيدة الاسلامية عام ( 2014 ) من ( الجامعة الإسلامية في بغداد ) إمام وخطيب جامع الشيخ محمد الشيخ عبدالرحمن الشورجه وتدريسي في كلية القلم حاليا وبجهوده المضنية تم افتتاح الثانويتين وكذلك مركز (ابن صلاح الشهرزوري) لإقراء تحفيظ القرآن الكريم بدأت الدراسة فيه منذ عام ( 2011 ) تابع للوقف السني في بغداد.

25 اب 2024

 


مشاهدات 101
الكاتب لطيف دلو
أضيف 2024/09/14 - 2:06 AM
آخر تحديث 2024/09/14 - 12:11 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 226 الشهر 5490 الكلي 9994112
الوقت الآن
السبت 2024/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير