الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(موكب ابو مهيدي) درس طقسي يتماهى مع فعل درامي

بواسطة azzaman

غانم حميد عراقي الهوى لاغير

(موكب ابو مهيدي) درس طقسي يتماهى مع فعل درامي

 

بغداد -  كافي لازم

ضيفت خشبة مسرح المنصور الجمعة الماضية مسرحية (موكب ابو مهيدي) ، قصة امير علي الحسون ،سيناريو العرض والاخراج غانم حميد، الحوار الدرامي للكاتب علي صبري.

ويقول المخرج غانم حميد  ان( الفكرة جاءت من الفنان امير علي الحسون  وكتب قصتها وكلفت انا بدوري الكاتب علي صبري ليؤلفها دراميا ويكتب الحوار وانا بدوري عملت سيناريو العرض والاخراج ).

وفي اطار المسرح يحاكي غانم حميد حالة العراقيين في حبهم لوطنهم من خلال الموت لأجل الحرية والإصلاح في استلهام قضية الحسين كخط شروع دائم في كل معاني الحياة فأن كنت حسينيا ايها العراقي فعليك ان تفهم المعاني والقيم الكبرى التي في سبيلها استشهد الحسين العظيم ويتجسد هذا في عملك وسلوكك اليومي ازاء الحياة والناس وما ممارسة طقوس الزيارة الاربعينية الا للتذكير بأنك سائر في نهج الحسين وبالتالي هي رسالة اصلاح دائمة لكل الانسانية.

ان المخرج اراد ان يؤكد من خلال اداة المسرح وهو الفعل الاعظم والمؤثر في تفاعل الجمهور ان يعطي درسا طقسيا يتماهى مع فعل درامي يتجسد في قضية الشهيد  (مهيدي) (صادق الوالي) في مدينة الموصل رمزا للتضحية التي هي في الاساس قضية حسينية كبرى

والذي ترك غصة وحزنا كبيرا عند والديه (الممثلان القديران طه علوان وعواطف السلمان) اللذان مازالا يبحثان عنه بين وجوه الزائرين من الشباب رغم يقينهم انه استشهد في سبيل ان تبقى هذه المسيره العظيمة لهذه الامة باقية الى الابد.

كل هذا وذاك والعرض يؤكد انه مازال المتربصون يتحينون الفرص ويندسون بين الجماهير وفعلا نجحوا في عملهم الدنيء عندما يندس شخصا ( ذو الفقار خضر) بين صفوفهم ويفجر نفسة رغم التعامل الانساني الكبير الذي لقيه من خادمي الزائرين واستطبابه رغم انه كان ( متمارضا) وبالتالي واصل السائرون مسيرتهم وبوتيرة اعلى وهمه اعظم.. ان روح التضحية والفداء في سبيل الاصلاح  هي الاسمى عند هؤلاء الشباب.

حوار متداول

هذا فضلا اننا نجد في طيات الحوار المتداول ادانة واضحه لفعل الفساد والتردي الحاصل عند بعض الوصولين الذين عاثوا في الارض فسادا لكننا لم نراه كفعل درامي مؤثر في مشهد معين مثلا ونصح الشباب بانتخاب الاصلح... انطلاقا من مقولة الحسين (جئت للاصلاح في امتي)

ان قيادة المجاميع الهائلة هذه على المسرح تحتاج الى جهد جهيد لاسيما وهم في الغالبية جمهور لمنظمات معينة ولم يتسنى لهم يوما ان  يصعدوا خشبه المسرح سابقا الا ان المخرج الحاذق والمتخصص غانم حميد قاد هذه المجاميع بكل يسر  واريحيه وهو الضليع في ذلك معتمدا كارزمة شخصية  مؤثره في الدخول في ادق التفاصيل

مع اني كنت اتمنى ان يتم استغلال عمق المسرح والتقنية الموجودة في اجهزة الانارة باستعمال طريقة (السلويت) على السايك لأظهار كثافة الزائرين والمنظور في المدى البعيد  وبكثافة عالية وبالوان مختلفة واستعمال الداتا شو في صور الاضرحة والحشد المليوني مع انه استعمله في اظهار الشهيد مرتقيا الى الاعلى وكانت صوره مؤثره.. (كان الكثير من المؤثرات متوفرا في مسرح المنصور سابقا) ولكن لامستحيل عند غانم حميد.

حقيقة الجهد المبذول لجميع العاملين جلي وواضح لاسيما للنجمين المقتدرين طه علوان وعواطف السلمان كانا في قمة عطائهما رغم الفعل الخطابي لكن العمل يتحمل ذلك وان المباشرة فيه كانت مشروعه حيث لا جدار رابع في اعمال غانم حميد فضلا عن الاشراك الدائم للجمهور.. ولاننسى المبدع المتمكن ذو الفقار خضر وهو يؤدي دورا مكروها عند الجمهور وهذا قمة العطاء الفني.

والممثل الصاعد صادق الوالي لامس مشاعرنا بتعبيره الرائع بعينيه الدامعتين على والديه..

 قد لامس شغاف القلوب،واضافة الحضور المسرحي عند الرائد الفنان محمود شنيشل..

وهنا لابد من الثناء على السينارست المتمكن وصاحب الحوار الاجمل في البناء الدرامي الكاتب علي صبري بأنتقائه المفردة العراقية المعاصره والمتداوله .. حقيقة  العرض يحتاج تغيير مكانه  لأتاحة لأكبر عدد من الناس لمشاهدته.

واضح ان المكان عانى من الاهمال اذ لم نرى مسرحا يثير البهجة في النفوس بل اناره خافتة موحشه ولا افيشات ولاصور ولاحتى كافتريا مع انه مسرحا نموذجيا بحجمه للعرض المسرحي بقياسه الدولي الى جانب نقاط التفتيـــش وتساؤلات الحمايات واستفسارتهم المزعجة للمواطن نتيجه وقوع موقع المسرح ضمن المنطقة (الخضراء).

 

 

 

 

           


مشاهدات 140
أضيف 2024/09/03 - 10:51 PM
آخر تحديث 2024/09/15 - 12:33 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 123 الشهر 5816 الكلي 9994438
الوقت الآن
الأحد 2024/9/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير