الاناقة في الاخلاق والثفافة

مهند الياس

“خالف تعرف” مثل شعبي شهير يتردد على ألسنة الكثير منا وخاصة عندما يريد شخص أن يميز نفسه بشئ مختلف عن غيره، أو يكون له رأي مخالف في مسألة مطروحة على مائدة النقاش فيقال له (خالف تعرف) .. ويعرفه اخرون بان الذي يخالف الناس بشكله وملبسه وطريقة سلوكه التي تختلف عن المألوف الاجتماعي غايته ان يثير دهشة الاخرين هو الذي يريد ان يجلب الانتباه اليه ومثال على ذلك ما رأيناه في شخصية حسون الامريكي في الخمسينات .اما اليوم فهذا المثل ينطبق على مانراه   من نماذج كثيرة تواجهنا في حياتنا اليومية في الشارع وفي المقهى وفي الأماكن العامة وفي الدوائر الحكومية وبالجامعات .. وهي نماذج تثير فينا العجب العجاب في اشكالها وسلوكها ، حتى اصبحنا لا نفرق بين الفتى والفتاة والذكر والانثى ! ان هذه الشخصيات والنما ذج والمثيرة للجدل الاجتماعي أصبحت تتحرك بطرائقها الخاصة بين مفاصل المجتمع مثيرة غبارها المقزز عن طريق  (موديلاتها ) فترى الشاب يظهر  وهو (منفوش الشعر) او ملفوفا ووفق اخر تقليعة يشاهدها في ا لمجلات المتخصصة باخر تقليعات قص الشعر ويرتدي قميصا مزركشا وقد طبع عبر زنديه صورا من الوشم مع كتابات ساذجة بائسة واما مايرتديه من سراويل فحدث ولا حرج ! اما بعض الفتيات اللاتي يخرجن من بيوتهن وهن متجهات نحو المولات وشوارع النزهة وأماكن الترفيه فقدتجاوزو حدود المعقول في تبرجهن واللعب في اشكالهن عن طريق الشد والنفخ ولصق العدسات وبعثرة الألوان من الاحمر والاخضروالفستقي وهلم جرا حيث يكون الناظر مأخوذا ببنطلونات الجنس الضيقة الممزفة من الأعلى الى الأسفل وهي مشدودة على الساقين تماما  وهن محجبات وقد يغطين رؤسهم بشالات ملونة وبطرق فنية خاصة .. ان ما يخرج به هؤلاء النماذج امام اعين الناس يتصورون انهم أصحاب مدنية وتحضر وثقافة  وانهم بهذه الصور التي بخرجون بها انما تعبر عن صرخة احتجاج إزاء ثقافة ( الاكلاسيك) الذي عفا عنها الزمن متناسبن بأن الثقافة والحضارة والروح المدنية هي ماينتجه الذوق العام والعقل الإبداعي والطموح من اجل صنع مفاتن الحياة بأقصى روح التفاعل مع المعقول ..