الغياب .. يستمر
عبد الحكيم مصطفى
قبل مدة زمنية أستوقفني خبر إعلان الدكتور توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ، أسماء أعضاء اللجان العاملة في اللجنة الاولمبية الدولية ، لم أجد أسم أي اداري عراقي في هذه اللجان ، بينما توزع عدد من الكفاءات العربية على لجان الاولمبية الدولية .
أتساءل بحرص .. متى يحقق الاداري العراقي هذا النجاح النوعي ، ويتبوء مناصب في اللجان العاملة للمنظمات الرياضية القارية و الدولية .
تأهيل كوادر عراقية قادرة على تقلد مواقع ادارية في المنظمات الرياضية القارية والدولية ، اصبح أمرا ملحا .. ولكن من هي الجهة الادارية المؤهلة لاعداد القائد الاداري الذي بمقدوره تمثيل العراق في المنظمات الرياضية المتقدمة الذكر ..هل بوسع النادي الرياضي المحلي الضيق الافق ، النهوض بهذه المهمة..هل يستطيع الاتحاد الرياضي العراقي المحدود الطموح ، القيام بهذا الواجب .. الاجابة هي كلا .. عضو الاتحاد المركزي هو في الاصل ممثل لناد من اندية العراق .. مهمة تمكين الاداري الرياضي لتقلد منصب في لجان المنظمات الدولية ، هي مسؤولية النادي الرياضي أولاً، والاتحاد الرياضي المركزي لاحقاً .. الواقع الاداري الراهن لا يتوقع منه أي نجاح في انتاج كفاءات ادارية عالية المستوى .. الاداري الرياضي لا يمارس عملياً المهارات الادارية الاساسية على مستوى التخطيط والتنظيم وتقويم الاداء والتسويق والاتصال والاستثمار ، الا في نطاق ضيق .. ويعتقد عضو الهيئة الادارية للنادي والاتحاد ، ان الادارة ، هي ، الفوز بصفة رئيس وفد او عضو في الكادر الاداري لمنتخب من المنتخبات الوطنية الى بطولة اقليمية اوقارية او دولية ، أو حضور مباراة رياضية وارتداء ملابس انيقة ، أو الظهور في وسيلة اعلامية مرئية او مقروءة . الحقيقة تقتضي القول ايضا ان سقف الطموح الواطىء جدا لعضو الهيئة الادارية للنادي او الاتحاد الرياضي ، هو سبب آخر في تخلف الاداري الرياضي العراقي ، نتيجة تربيته الادارية الخاطئة فهو لا يسعى الى بناء علاقات مثمرة مع محيطه الرياضي ، وهو على وفاق مع عدد محدود من الاداريين في بيئة العمل .. يفضل الصمت على ما يجري حوله من تجاوزات على حقوق اللاعبين والمدربين لضمان استمراره لاطول مدة زمنية ممكنة في منصبه .. يتخندق في الكتلة او الجهة التي ساعدته في الوصول الى الهيئة الادارية .. يشارك في الاجتماعات دون فاعلية وبدون ان يكون في رأسه فكرة لتحسين واقعه قبل واقع النادي أو الاتحاد .. معظم الاداريين لا يحسنون اللغة الحية الثانية ، او لنقل اللغة الانكليزية على أقل تقدير .. عدد غير قليل من الاداريين لا يحسنون ادارة عنوانهم الوظيفي ، فضلا عن انهم لا يمتلكون المعلومات الكافية عن عنوانهم الوظيفي ..عدم حرص الاندية والاتحادات على اعلان هياكلها التنظيمية ، ثغرة ادارية اخرى .
ممارسة كل هذه الاخطاء المتعمدة ، دون أي محاسبة ، تنتج على نحو مؤكد ادارياً بائساً أنانياً ، يدمر يومياً عشرات المواهب والفرق الرياضية بعيون مفتوحة من البصرة الى زاخو .. وهنا لا بد من الاشارة الى الدور السلبي جداً لعدد من وسائل الاعلام في عدم تطوير الواقع الاداري الرياضي المحلي ، لتحيزها المطلق لكرة القدم ، والتي تفضّل أحياناً الحديث عن اصابة نجم كرة قدم محلي جداً لعدة ايام ، على مساعدة الوسط الرياضي على التخلص من الاداريين الفاشلين في الاندية والاتحادات .
غياب الاداري الرياضي العراقي الكفء ، عن اللجان العاملة في المنظمات الرياضية الدولية ، سيطول الى أجل غير مسمى ، لان الواقع لن ينتج اداريين مؤهلين لشغل أي منصب إداري في المنظــــمات الرياضية الدولية لرفع رأس وأسم العراق .