الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قصة أغرب من الخيال لمصري وفي

بواسطة azzaman

قصة أغرب من الخيال لمصري وفي

سمير عبد الامير علو

 

صديق لي من جمهورية مصر العربية تعرفت إليه عن طريق إبن خالتي نهاية أعوام السبعينيات كان يعمل مهندسا مدنيا في أحد مصانع الاسكندرية بمحافظة بابل وكان المصري زميله في العمل لكنه كان يسكن في كربلاء حيث يقلّه باص الشركة للعمل ذهابا وإيابا وكنت طالبا في الخامس الاعدادي حينها وكنا نلتقي مساء كل يوم كل يوم تقريبا لأنه كان أعزبا ووحيدا وتوثقت العلاقة بيننا كثيرا خلال سنوات عمله حتى غادرها عائدا الى بلاده بعد إنتهاء عقده عام 80 قبيل بدء الحرب العراقية الايرانية لتنقطع الاتصالات بيننا طيلة سنوات الحرب والحصار ومابعدها والاحدات التي تلت ذلك لكنه لم يغب عن بالي.

لهجة مصرية

قبل أشهر وأنا أتزود بالوقود من محطة تعبئة الكيلاني فوجئت بشخص وقور كبير في السن يرتدي خوذة عمل يطرق زجاج سيارتي ويسألني بكل إستحياء باللهجة المصرية المحببة : (لو سمحت مش حظرتك فلان الفلاني من كربلاء فأجبته مندهشا أجل فما كان منه إلا أن يفتح باب السيارة ويمطرني بالقبلات ويأخذني بالأحضان قائلا (أنا كان قلبي حاسس إني حشوفك ) ألا تتذكرني أنا (صاحبك) سعد الدمياطي وللوهلة الاولى عاد بي الزمن الى عشرات السنين وعندما أفقت من هول الصدمة عانقـــــــــــته وإصطحبته معي حيث جمعنا لقاء على مائدة الغداء لنسترجع ذكريات جميلة مرّت بنا وكان لها طعم الشهد .

وروى لي كيف انه تزوج بعد عودته وهو لاينس فضل العراق والعراقيين عليه وهو الان أب لاربعة أولاد وثلاث بنات و14 حفيدا مضيفا أنه حاول جاهدا طوال هذه السنوات الاتصال بي لكني كنت قد غيرت سكني وانتقلت الى بغداد.

 وحين عاد الى العراق قبل نحو سنة للعمل كان يحلم  ويمنّي النفس بلقائي وكان يمحص النظر في الطرقات والاسواق علّه يلتقي بي ومن محاسن الصدف والاغرب من الخيال إنه شاهدني في محطة التعبئة عندما كان مع سائقه وقد عرفني على الفور وظل يتمعن النظر لدقائق من خلف الزجاج حتى تجرأ وسألني وكانت صدفه لاتصدق في حياته .

وأكمل صاحبي حديثه بالقول انه يعمل الان كمستشار هندسي في شركة تعمل ضمن مشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة وانه سيعود بعد شهر من ذلك اللقاء وقد إلتقينا بعدها مرتين بسبب مشاغل كل طرف لكننا تبادلنا أرقام الهواتف وتحدثنا لساعات على أمل اللقاء خلال زيارتي المرتقبة الى مصر.

قبل أيام حاولت الاتصال به لاخبره بانني قادم الى مصر الاسبوع المقبل لكن أحد أبناؤه ردّ علي ليصدمني بوفاة والده قبل أيام نتيجة أزمة قلبية.

 رحم هذا الرجل الذي ظل يعيش حلما طوال أكثر من  40 عاما حتى تحقق لكنه لم  يستمر طويلا .


مشاهدات 137
الكاتب سمير عبد الامير علو
أضيف 2024/07/13 - 3:56 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 8:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 134 الشهر 6907 الكلي 9368979
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير