محسن العزاوي في ذكرى رحيله الاولى
مسيرة إبداع تضم 60 عملاً أولها على المسرح المدرسي
بابل - كاظـم بهـيـّـة
منذ عام 1952 والفنان الراحل الرائد محسن العزاوي يواصل ابحاره في عالم المسرح ، فهو واحد من الاسماء الكبيرة في سماء الفن المسرحي العراقي الاصيل والذي تميز بعطائه الثر ، والذي مرت ذكرى رحيله الاولى قبل ايام.عرفه الجمهور ممثلا ومخرجا كبيرا لاعمال عدةمازالت عالقة في اذهان المشاهدين ، وكذلك اداريا ناجحا اذ كان مديرا للفرقة القومية للتمثيل ومديرا للمسارح في العراق ، ثم توالت المسؤوليات الادارية بعدها اصبح مديرا فنيا على مهرجان بابل الدولي ،وبعدها مديرا مفوضا لشركة بابل للإنتاج السينمائي والتلفزيوني ، حتى العام 2011 حيث احيل على التقاعد لبلوغه السن القانونية ،وبعدها عمل مشاورا فنيا في دائرة السينما والمسرح . والذي غيبه الموت في السابع من ايار 2023 بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 84 سنة.
البداية الفعلية لحياته الفنية ،كانت مرحلة المتوسطة اذ دخل معهد الفنون الجميلة عام 1956 ـ 1957 وتخرج فيه عام 1960 ونظرا لتفوقه لمدة ثلاث سنوات في المعهد رشح الى زمالة دراسية لدراسة الديكور في «جكوسلفاكيا» بعدها تحول الى الاخراج ، وكانت بداياته في العام المذكور في فرقة المسرح المدرسي ،حيث كانت تقوم بعروض مسرحية سنوية. وكانت تهتم بقضيتين اولا الصورة الناصعة للتاريخ ، والجانب الثاني الاهتمام باللغة العربية الفصحى، وعلى هذا الاساس ، كان لهذين المنطلقين اسس واضحة في علاقته المباشرة بالتاريخ واللغة ، حسب ما اكده لي في احدى حواراتي معه .
المسرح التراثي
قدم للمسرح قرابة 60 عملا مسرحيا على مسارح بغداد ، تهدف الى احياء المسرح التراثي التاريخي والاهتمام بالدراما الاجتماعية والمسرح الاستعراضي ،من بين هذه الاعمال كانت مسرحية (فتح الاندلس ، في سبيل التاج ، البخيل شغل، فلوس الدوه، الطنطل، جذور الحب، مملكة الشحاذين ،نشيد الارض، ارجوحة الزمن الضائع، باب الفتوح، روميو وجوليت، الشجرة المقدسة، دعوة بريئة للحب، ).وغيرها، اضافة للمسلسلات التلفزيونية بعد بروز التلفزيون كدالة دعائية للممثل شارك في الكثير من المسلسلات التي برز دوره فيها ، والتي بقيت في ذهن المشاهد برغم سنوات مضت عليها فهي كثيرة ومتعددة ومتنوعة ابرزها مسلسل: نساء في حكاية ، المواطن جي، زهور الشمس، معروف الرصافي . وغيرها وهي لعدة كتاب بارزين في العراق ، اما في مجال الافلام السينمائية كان مقلا بسبب انشغالاته الادارية حسب قوله.
و العزاوي اول فنان ادخل التذوق الموسيقي على مفردات المنهج في المعهد عندما كان مدرسا فيه ، وذلك لمعرفته واحساسه بان الموسيقى هي مكمله لعناصر المسرح .
وفي احدى حواراتي الصحفية عام 2002 معه سألته : في الوسط الفني يقولون ان الفنان العزاوي هو الذي شجع الغجر لدخول المسرح هل هذا صحيح ؟ فأجابني قائلا : الدور في المسرحية في البداية لم يكن للملايين وانما لأفراح عباس ولكن وضعنا في حالة احراج ، فاستعنا بملايين التي برزت كموهبة جديدة في ساحة المسرح الاستعراضي، اما قضية الغجر هم عراقيون بالأساس ويمتلكون مواهب اسوة بالبشر خارج العراق والوطن العربي ، ان فن (الفلامنكو ) المشهورة في اسبانيا لم يجدها غير الغجر وهي فنون متطورة ومثيرة وتشكل تراثا كبيرا لإسبانيا و(بوشكين) شاعر روسي كان غجريا ومن اصول غجرية وهذا لم يمنعه ان يصبح من ابرز شعراء القرن التاسع عشر ، ولكن العبرة في كيفية الاختيار لمن هو اجدر بالنهوض بلون مسرحي جديد في اللون الاستعراضي ، فملايين ادت الرقصة الغربية والبالية (بحيرة البجع ) وقدمت من التراث العراقي ، وهذه المسرحية نجحت على الصعيدين الفني والجماهيري ، ولم تكن تجارة لان شباك التذاكر لم يصب في جيوب الفنانين ، انما كان يعود الى دائرة رسمية بعد هذا وجد المخرجون والمنتجون ان فنون الاستعراضية هي فنون مربحة من البداية ولكنهم لم يعرفوا جوهر الفن الاستعراضي واصول الفلكلور، فأرادوا ان يستنسخوا صورة اخرى جمع من هب ودب من الغجر اللواتي اسيء اليهن بسبب واخر فهذه هي الحقيقة) .