الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فنون الكلام

بواسطة azzaman

فنون الكلام

حسين الصدر

 

-1-

الخبير بفنون الكلام لا يُلقي الكلام على عواهنه بل يَتَخير الصِيَغ المثيرة التي تدفع المتلقي للانشداد اليه والاصغاء لما يقول بكل لهفة .

-2-

ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما قاله أبو الأسود الدؤلي – وهو هو في براعاته وقدراته اللغوية والبيانية – لاولاده :

قال لهم :

« قد احسنتُ اليكم صِغاراً وكباراً وقبل أنْ تُولدوا «

انّ احسان أبي الأسود لأولاده بعد ولادتهم ليس بالأمر الخفيّ عليهم ، فلابد انهم أحَسوا بهِ ولمسوه، ولكن كيف يكون الاحسان اليهم قبل الولادة؟

هنا تكمن الإثارة .

وهذا ما جعلهم يسألونه قائلين :

« وكيف أحسنتَ الينا قَبلَ أنْ نُولد « ؟

قال :

اخترتُ لكم من الأمهات مَنْ لا تُسبوّن بها «

راجع كتاب الشمس والدنس حقوق الطفولة

وانتهاكاتها للباحث الموسوعي الأستاذ محمد احمد المعبّر

ص 14

-3 –

وعلى هذا الدرب سار الشاعر الرياشي فقال :

فأولُ إحساني اليكم تخيري

لِماجدةِ الاعرافِ بادٍ عَفَافُها

واختيار المرأة العفيفة ذات النسب العريق يضمن للأولاد الحظوة العريضة بتقدير الناس وإكبارهم، خلافاً لمن اختار آباؤهم مَنْ لا تملك مِنْ ناصع الانساب والأحساب ما يحسب له الحساب .

-4-

انّ صرعى الجمال الفتّان ليسوا بقليلين .

ولا يصح بالموازين الدينية والأخلاقية والاجتماعية ان يُقدم الجمال على الدين والحسب ..

فقد ورد عن الرسول (ص) قوله :

( تنكح المرآة لأربع :

لِمالِها ،

ولحَسَبِها ،

وجمالِها ،

ولدِينها ،

فاظفر بذاتِ الدِين تَربَتْ يداك )

والدين هو آخر ما ينظر اليه اليوم عند عامة الشباب

ومن هنا أصبحت أرقام الطلاق مرعبة للغاية .

ان عمليات الطلاق كانت قليلة للغاية يوم كان الدين ملحوظاً في اختيار شريكة الحياة .

وحين أهمل لحاظُه انفجرت المشكلات والأزمات ...

وكلما ابتعد الناس عن المناهج المرسومة لهم مِنْ قبل الشريعة الغرّاء كرعوا كؤوس العناء .

والاستقامة على خطّ الطاعة لله والرسول هي صمام الأمان .

 

 

 


مشاهدات 263
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/04/15 - 6:36 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:27 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 351 الشهر 11475 الكلي 9362012
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير