الإمام الصادق (ع) والأرباح الفاحشة
حسين الصدر
- 1 -
من حق البائع أن يبحث عن الربح ولكنْ ليكن الربح معقولاً بعيداً عن الاجحاف .
- 2 -
يستحب أنْ يكون البيع سمحا ، وقد غاب السماح للأسف الشديد عن أسواقنا وعلت نبرة الشكوى من ارتفاع الأسعار وكل ما ذُكِر من التبريرات لا يقنع أحدا على الاطلاق .
- 3 -
ومن المفيد جداً أنْ ننقل لكم قصة ( مصادف ) – وهو الرجل الذي أَوْكَلَ اليه الامام الصادق (ع) مهمة الاتجار بألف دينار سلمها اليه – وما آلت اليه الأرباح التي جاء بها الى الامام الصادق (ع) .
و( مصادف ) هذا كان ( مولى ) للامام الصادق (ع) – أي انه كان عبداً مملوكاً للامام (ع) –
وقد دعاه الامام الصادق (ع) وأعطاه ألف دينار
وقال له :
« تجهز حتى تخرج الى مصر فانّ عيالي قد كثروا «
وبالفعل تجهز ( مصادف ) ببضاعة مُعَيّنةُ وخرج مع التجار الى مصر
فلماذا دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خارجة من مصر فسألوهم عن البضاعة التي حملوها معهم الى مصر وكانت مما يحتاجه عامة الناس فأخبروهم بخلو السوق المصرية منها فتحالفوا وتعاقدوا على ان لا ينقصوا من ربح الدينار ديناراً وقبضوا أموالهم وعادوا الى المدينة المنورة.
وحين دخل ( مصادف ) على الامام الصادق (ع) كان معه كيسان في كل واحد ألف دينار فقال للامام الصادق (ع) :
جُعلتُ فِداكَ :
هذا رأس المال ،
وهذا الآخر ربح
فقال الامام الصادق (ع) :
انّ هذا الربح كثير
وسأله عن البضاعة المحمولة الى مصر ، فحدّثه كيف صنعوا وكيف تحالفوا فقال (ع) :
سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين الا يتبعوهم الا ربح الدينار ديناراً ثم اخذ الكيسين فقال :
هذا رأس مالي ، ولا حاجة لنا في هذا الربح
ثم قال :« يا مصادف :
مجادلة السيوف أهون من طلب الحلال «
ولا أدري بمن يقتدي المبالغون في نسبة الأرباح التي يستوفونها من الناس ؟
ان هذه القصة تكشف عن عمق الحس الإنساني عند الامام الصادق (ع) ورأفته بالمسلمين ،
كما انها تحذر من جانب ثان كل أولئك الذين يغالون في ما يستوفونه من الأرباح
فهل هم منتهون ؟