مكافأة تشجيعية أم رشوة إنتخابية؟
حميد الحريزي
قبل أشهر من الان اقترح النائب وزير النقل السابق الاستاذ عادل عبد الجبار حلا لمشكلة الاستنكافية الانتخابية للعراقيين والتي بلغت نسبة كبيرة تقدر باكثر من 80 بالمئة عزوف عن المشاركة في انتخابات لعدم ثقة للمواطنين العراقين بها وعدم الثقة بالمرشحين، وكذلك طبقة سياسية تدور نفسها في كل دورة انتخابية وقد فقدت الجماهير الثقة بها وتيقنت من فشلها الذريع في ادارة البلاد ، مع تفشي الفساد بشكل مريع بين صفوفها ، مما تطلب حلا مناسبا يشجع المواطن على المشاركة للتصويت للعناصر الكفوءة والمستقلة والتي لم تشارك الطبقة الحاكمة والاحزاب العرقية والطائفية فسادها وجهلها وتخلفها . فكان المقترح عبر منح قدم 6 أشهر وكتاب شكر للموظف ، واعفاءات ضريبية للمواطن غير الموظف مع الاسبقية في التعين لغير المتوظف في دوائر الدولة ، وهو مقترح يحمل في طياته الكثير من الذكاء والتدبر ، ومن الصعوبة بمكان ان تقدم الطبقة الحاكمة على رفضه مع بقاء المشاركة في انتخابات على حالها من نسبة متدنية جدا ، وان قبلتها ستتخوف من فقدان الكثير من كراسي البرلمان للمستقلين و ممن يشارك من الاحزاب الصغيرة الأخرى لو اقدمت على المشاركة.... وعلى الرغم من ذكاء هذا المقترح وايجابيته ولكنه سوف يكون غير منتج ان لم يكن في الساحة الانتخابية من المرشحين من يستحق هذه الأصوات المضافة ومن يحضى بثقة الناخبين من ذوي التاريخ النظيف على مختلف المستويات ماديا وسلوكيا ، ومن يمتلك الكفاءة والوطنية والنزاهة والحماسة لبناء دولة المواطنة بعيدا عن المخاصصة العرقية والطائفية ، ويمتلك برامج ممكن ان تطور البلاد وتسعد العباد ، وللخلاص من الطبقة الفاشلة المهيمنة على الحكم منذ اكثر من 22 عاما .ليكون بذلكفرصة للتغيير سلميا وديمقراطيا عبر صناديق الاقتراع يسعى نحو الافضل من اجل تعزيز سيادة البلد والتوزيع العادل للثروة وتنشيط القطاع المنتج من زراعة وصناعة وتعليم ، وتوفير الخدمات الضرورية لتامين حياة كريمة للمواطن العراقي بغض النظر عن القومية والدين والطائفة والجنس والعرق .والسعي الجاد والنزيه وضمن آليات دقيقة للقضاء على الفساد الاداري والمالي المستشري في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية، ووضع البرامج العلمية والعملية لمعالجة التردي المريع للقيم ضمن نسيج المجتمع ، والقضاء على افة الامية والمخدرات والتجهيل التي وصلت الى حدود غي مسبوقة.