إسرائيل بين الأمن والأمان
نديم الجابري
رغم أن مصلحي الأمن و الأمان تبدوان متقاربين إلا أنهما يحملان معنيين مختلفين و بالشكل الآتي :
1. الأمن: يمثل الإجراءات والقدرة على الحماية من الخطر أو التهديد. و يركّز على الجانب العملي والمؤسساتي، مثل الشرطة، والجيش، وأنظمة الحراسة، والقوانين.
احساس داخلي
2. أما الأمان:فيمثل الشعور النفسي بالطمأنينة وغياب الخوف . و يركّز على الإحساس الداخلي الذي ينتج عن توفر الأمن أو الثقة . و في ضوء ذلك ، يمكن القول أن إسرائيل، ومنذ قيامها عام 1948 و هي تشعر بالأمن بحكم استرتيجيةالإعتمادية الدوليةالتي تبنتها ، حيث وفرت بريطانيا لها الأمن للمدة من 1948 - 1967 . ثم وفرت الولايات المتحدة الأمريكية لها الأمن للمدة من 1967 و لحد الآن . و مع تمتعها بالأمن إلا أنها لم تشعر بالأمان في يوم من الأيام . لذلك تراها حذرة في التعاطي مع أي قوة عربية ناهضة ، و مع أي حراك فلسطيني مهما كانت مستوياته . و ضمن هذا الشعور السالب بالأمان بدأت تفكر بغزو غزة و احتلالها . و هنا لابد من مخاطبة العقل الإسرائيلي وفق الحقائق الآتية:
حقوق مسلوبة
1 - إن اجتياح غزة و إحتلالها قد يوفر لكم شيء من الأمن إلا أنه سيؤدي إلى المزيد من فقدان الأمان في قلوبكم لأنكم تقاتلون خصما يمتلك الارادة و التصميم لإرجاع حقوقه المسلوبة مهما كانت التكلفة و مهما طال الزمن .
2 - إن الأمن قد توفره لكم الولايات المتحدة الأمريكية إلى حين ، إلا أنها لن تتمكن من توفير الأمان لكم مهما فعلت .
3 - إذا كنتم يا بني إسرائيل تبحثون عن الأمان فلن تنالوه إلا من العرب حصرا مهما بدت عليهم علامات الضعف . و العرب لن يمنحونكم الأمان إلا إذا أقيمت الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . فضلا عن إسترداد الأراضي العربية المحتلة.