الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ويضل الحسين خالداً

بواسطة azzaman

ويضل الحسين خالداً

نضال الجزائري

 

النصر العسكري الذي لاح بـ(ولية) جيوش مدججة بالسيوف والرماح والنشاب.. فرسان ومشاة، مدرعون بغلظة الأخلاق والبدن، واجههم سبعون رجلاً وإمرأةً وطفلاً، قادمين يحملون السلام الى كربلاء التي إستشهد فيها الحسين.. عليه السلام، وأصحابه وسبي عياله، الى دمشق أسرى، قاطعين ثلاث ليال لا نهارات لها، زحفاً على رمل الصحراء السافي هجيراً في عز الصيف، عطاشى، بأيد لا ترحم.

نصر علا مَ في حسابات الرجولة وأخلاق العسكر وفروسية المقاتلين.. نصر على بضعة رجال وأطفال ونساء!؟

وفي ظل تلك الظروف المعجزة، جيء ببنات رسول الله وأطفالهن.. لا رجل سوى علي السجاد، عالم عابد متصوف فقيه، لا يجيد فنون السيف ومتطلبات القتال؛ لذلك لم يشارك في معركة الطف 61 هـ التي حضرها مع العيال؛ في حكمة إلهية رهنت العصمة به كي لا ينقطع نسل رسول الله.. صلى الله عليه وآله.حضرت السبايا في ديوان يزيد، فألقت شقيقة الحسين.. زينب بنت علي.. عليهم السلام أجمعين، خطبة فائقة البلاغة والمعاني بالمواصفات اللغوية.. كلام متوازن الطروحات، يهين يزيد ولا يرضخ لجبروت طغيانه الصلف، تتحدث بتأمل هادئ، كأنها لم تسبَ تاركةً جثث إخوتها وأبنائهم وأصحابهم، في كربلاء، ولم يؤتَ بها أسيرة من بلد الى بلد في ظروف فظيعة القسوة.. أناة أنبياء في شخص بنت فاطمة سليلة العترة النبوية المطهرة، لتقول كلمتها التي ما زال تأثيرها يتجدد في المباهلات بين المتنازعين، ومنها “أَظَنَنْتَ الْأُمُورَ لَدَيْكَ مُتَّسِقَةً، حِينَ صَفِيَ لَكَ مُلْكُنَا وَخَلَصَ لَكَ سُلْطَانُنَا؛ فَمَهْلًا مَهْلًا لَا تَطِشْ جَهْلًا! أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا؟ بنا هداكم الله، وَأَنَّكُمْ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلًا”.

من يقرأ تلك الخطبة بتدبر؛ يجد زينب.. عليها السلام، أقوى من يزيد، الذي يعد غالباً وتعد مغلوبة، فالنصر من عند الله، أدى الى محو ذكر يزيد وخلود الحسين.. عليه السلام.

 

 

 


مشاهدات 96
الكاتب نضال الجزائري
أضيف 2025/08/11 - 3:46 PM
آخر تحديث 2025/08/12 - 4:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 136 الشهر 8369 الكلي 11403455
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/8/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير