شهرُ الجود والعطاء
نهله الدراجي
جاء الشهر العظيم شهر الخير والمحبة.. شهر العطاء والتضامن يأتينا بنسماته العطرة، يعبق بروح العبادة ويملأ قلوبنا بالأمل والتجديد...
في هذا الشهر الكريم، لا يكفي أن ننظر إلى هلال رمضان فحسب، بل ينبغي علينا أن نلقي نظرة متأنية على من حولنا.. يجب أن نفتح قلوبنا ونلتفت إلى الجياع والفقراء والأيتام الذين يحتاجون لرحمتنا وعوننا..
يجب أن نشعر بالمسؤولية تجاههم وأن نعمل جاهدين لتخفيف معاناتهم وتوفير احتياجاتهم الاساسية..
كما ويجب أن نعيد تفكيرنا في سلوكنا الشخصي والاجتماعي ونسعى لنزع الأحقاد والضغائن والغيرة والحسد من قلوبنا.. ومن المهم أن نتذكر أن العطاء لا يقتصر على شهر رمضان فقط، بل يجب أن يكون جزءًا من حياتنا اليومية..
ومن أهم القيم التي ينبغي علينا أن نتذكرها ولا ننساها هي صلة الأرحام وبر الوالدين وحقوق الجار والعامل، وغيرها من القيم الاخلاقية الإسلامية السامية ويجب أن نحترمهم ونعاملهم بلطف وإنصاف، ومسؤوليتنا تجاه أولادنا وتعليمهم قيم الاسلام السمحة والعدل والحق والتعاطف حيث يكون مجتمع أكثر تلاحماً وتعاونًا...
إن الدين ليس مجرد أداء للصلاة والصيام والحج ونطق للشهادتين، بل هو معاملة حسنة وتعامل إنساني نبيل...
إن إماطة الأذى عن الطريق، والكلمة الطيبة، وتبسمك في وجه أخيك، والرفق بالحيوان، كل هذه الأفعال تعتبر صدقة وعبادة حقيقية في شهر رمضان وفي كل الأوقات.
فلنجعل هذا الشهر الكريم فرصة للتغيير والتحسين، لنصلح أنفسنا ومجتمعنا. لنتذكر أننا جميعًا إخوة في الإيمان وأن الله يحثنا على المحبة والتعاون. فلنعمل بجد واجتهاد لتحقيق العدل والسلام والرحمة في حياتنا وحياة من حولنا..
أخيرًا، أتمنى أن يكون شهر رمضان مباركًا على الجميع، أن يكون شهرًا يملؤه العطاء والسعادة، وأن يتحقق فيه الخير والبركة.
ولنتذكر دائمًا أن العمل الصالح والإحسان ليس مقتصرًا على شهر واحد فحسب، بل يجب أن يكون جزءًا من حياتنا اليومية ومسؤوليتنا المستمرة.. رمضان مبارك على الجميع، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .