فاتح عبد السلام
تذهب الحرب في غزة الى وقف إطلاق النار في الأيام القريبة، لكن هذا لا يعني انّ منطقة الشرق الأوسط من العراق حتى جنوب لبنان مرورا بسوريا، ستكون في منأى عن عمليات عسكرية تحمل في طياتها حربا أيضا، وان من السذاجة فهم المشهد على انّ نهاية حرب غزة تعني نهاية لأي احتمال لاندلاع حرب واسعة أو محدودة في المنطقة.
إسرائيل تظن انّ عمليات سحق قطاع غزة وتدمير البنية التحتية فيه سيدفع عنها لسنوات، وربما للأبد اي هجوم ضدها يماثل أو يحاكي ما جرى في السابع من أكتوبر، وهذا الظن في المدى المنظور صحيح. غير انّ إسرائيل دخلت في مواجهة أوسع في الإقليم كله، وباتت مستوطنات شمالها المحاذي لجنوب لبنان خالية من السكان، وانّها ستعمل على اعادتهم الى أماكنهم، وانّ استمرار هذا الوضع يعني انها خسرت المعركة مع حزب الله في جنوب لبنان، لذلك سيتركز الجهد الإسرائيلي وبحسب تصريحات وزير الدفاع غالات على الشمال، وان قواعد الاشتباك هناك ستتغير تبعا لقرار إعادة المستوطنين الى بلدات ومستوطنات الشمال.
كما انّ الضربات الامريكية على خط انتشار قوات ومقار فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني والفصائل الموالية لها من جرف الصخر والانبار حتى البو كمال والميادين في سوريا، انّما وضعت مؤشرات جديدة لخط مواجهة مع إسرائيل، لا يذهب الظن أبداً الى انّ إسرائيل ستهمل التعامل مع هذا الخط.
السؤال الوارد هنا، هل ستفتح إسرائيل باب الهجمات على اهداف في العراق، كما تفعل ذلك في سوريا منذ سنوات، وكذلك في لبنان، بحسب ما تراه تهديدا لمصالحها؟
أرى انّ من المناسب أن تدرس الجهات العراقية المعنية هذا الاحتمال القوي، وتعمل على سد الأبواب امامه بما يحفظ سيادة الأرض العراقية ويمنع انتهاكها من الذين يريدون تصفية حسابات خاصة به.
وفي الوقت ذاته، فإنّ الهجمات الامريكية ذاتها قد تتكرر إذا استمر النهج السابق للدولة العميقة المتنفذة في التعامل مع أولياء نعمة الحكم و مؤسسيه وحماته في العراق.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية