فاتح عبد السلام
تصعيد جديد لكنه متوقع، اذ تنظر إيران بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الى أي نشاط مقبل للوكالة الدولية للطاقة النووية في زيارة مفاعلاتها المدمرة او السليمة على انه عملية فحص لنتائج الضربة الامريكية للمنشآت النووية الثلاث في نطنز وفوردو واصفهان في وقت ازدادت التكهنات والتناقضات حول مدى التدمير الذي لحق بالموقع لاسيما فوردو.
غير ان اظهار إيران قرارها بوصفه نهائيا وقاطعا في منع رئيس وكالة الطاقة والمفتشين من دخول إيران سيفتح الأبواب على احتمالات تجدد الضربات الامريكية او الإسرائيلية لاسيما عند عدم القبول باستئناف المفاوضات، وهذا الاحتمال تزداد نسبته مع الأيام ولا ينقص مع تقادمها كما كان الحال عند الشروع بالجولة الأولى من المفاوضات مع الولايات المتحدة حيث بدأ منسوب التصعيد ينخفض يوما بعد يوم وصول الى الجولة السادسة التي لم تنعقد واستبقت انعقادها إسرائيل بهجومها المفاجئ.
كرة الانهيارات بدأت بالتدحرج بعد منع التعامل مع المفتشين الدوليين، وقد تتسارع التداعيات الى ضربات جديدة ذات أثر سياسي وأمني داخلي.
لكن الذي يجعل النظام الإيراني غير قابل للانهيار من الداخل انّ المعارضة الشعبية الإيرانية لم تنجر وراء الهجمات الخارجية على بلادها في سبيل تغيير النظام، ولم ترض ان تكون في موضع العمالة للأجنبي بالرغم من رغبتها في تغيير الحكم، لأنها لا تشبه أنواع المعارضات العربية، ومنها المعارضة العراقية السابقة قبل احتلال بلاد الرافدين، التي تعاملت مع المحتل في سبيل الوصول للسلطة.
قرار إيراني الخاص بمقاطعة وكالة الطاقة الدولية هجوم بمثابة الدفاع عن النفس، وقد يكون رهانا احادي الجانب على انّ إسرائيل لن تغامر وحدها بتجديد الضربات من دون الولايات المتحدة التي يقيّد كونغرسها ايدي ترامب في شن الحرب على ايران .وربما يكون إشارة ضمنية الى انه لم تعد هناك حاجة قابلة للتفتيش بعد الدمار الكبير الذي لا يزال لغزاً، وستكون كلمة الفصل بشأنه في الأيام المقبلة بيد العملاء السريين والاقمار الاصطناعية.
بعد هذا القرار ستبرز الى الواجهة عناوين تخص تلغيم مضيق هرمز ومحاكمة شبكات جاسوسية وربما عرض «أسرى» من الحرب الأخيرة على الاعلام كورقة من أوراق اقفال اللعبة.