الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أين خصوصية المريض؟

بواسطة azzaman

أين خصوصية المريض؟

علي إبراهـيم الدليمي

 

تعد خصوصية المريض في العيادات الطبية ركناً أساسياً في العلاقة بين الطبيب والمريض، فهي ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي حق قانوني وأخلاقي يضمن للمريض الشعور بالأمان والثقة. عندما يزور المريض الطبيب، فإنه يكشف عن معلومات شخصية وحساسة للغاية، قد تكون محرجة أو خاصة جداً، وهو يفعل ذلك على أساس الثقة المطلقة بأن هذه المعلومات لن تخرج عن غرفة الفحص.لكن، ما الذي يحدث عندما تتلاشى هذه الخصوصية؟ عندما يجد المريض نفسه مضطراً للحديث عن أمراضه أو مشاكله الصحية أمام عدد من المراجعين الآخرين، وربما أمام أشخاص من جنس مختلف؟ في هذه الحالة، يتحول حق المريض في الخصوصية إلى عبء. يصبح الحرج والخجل حاجزاً يمنعه من الكشف عن كامل حالته الصحية، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة التشخيص والعلاج. قد يتردد المريض في ذكر أعراض معينة أو تاريخ مرضي، خوفاً من نظرة الآخرين أو أحكامهم، وهذا قد يؤدي إلى تشخيص خاطئ أو تأخير في تلقي العلاج المناسب.إن وجود أكثر من مريض في غرفة الفحص أو في مساحة واحدة لا يفصلها حاجز مناسب، يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق المريض. هذا الوضع غير مقبول تماماً، ويجب على الجهات الرقابية المعنية أن تتخذ إجراءات حازمة لضمان التزام العيادات الطبية بالمعايير الأخلاقية والقانونية. فالمسؤولية لا تقع فقط على الطبيب، بل أيضاً على إدارة العيادة والجهات المشرفة على القطاع الصحي.إن الحفاظ على خصوصية المريض هو جزء لا يتجزأ من جودة الرعاية الصحية. فعندما يشعر المريض بالأمان، يصبح أكثر انفتاحاً وصدقاً مع طبيبه، مما يسمح للطبيب بتقديم أفضل رعاية ممكنة. إنها ليست رفاهية، بل ضرورة قصوى لضمان سلامة المرضى ونجاح المنظومة الصحية ككل.أكتب هذا المقال لأشارككم تجربتي بعد أن وقعت في موقف محرج، في أكثر من زيارة لعيادات الأطباء الخاصة ووجدت نفسي الرجل الوحيد بين مجموعة من النساء في غرفة الفحص الخاصة !!

 

 


مشاهدات 77
الكاتب علي إبراهـيم الدليمي
أضيف 2025/08/25 - 3:26 PM
آخر تحديث 2025/08/26 - 2:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 70 الشهر 18426 الكلي 11413512
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/8/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير