طفولةُ النهرِ أنتِ

عبد الجبار الجبوري            

 

تمنحنُي...،

القصيدةُ دفئها، قلقها، صخبها، صدقها...

وأمنحُها..

وجعَ السرابِ الذي يجري بدمي...

كطفولةِ نهرها..

فهي...

ليستْ فاكهةَ الرّملِ الذي يُقلقُ البحر..

كنتُ..

أخشاها من البحر..

فأخبئوها تحت عباءة القصيدة. 

كي...

لايراها البحرُ...

وتخطفُها الأمواجْ...

لأنها...

وجعٌ يذوبُ في قصيدةِ السّرابْ..

وهي...

 على رأس قصيدتي...

 ملكةٌ بتاجْ..

في الحلُم تأتيني...

وفي الصّحو تأتي.....،

                    وفي لذّة العذابْ...

ياليتَ...

 أحلامَ المنامِ تُرابْ...

يا...!

ويحَ أحلامي...

ويحَ الخرابْ...

كدتُ.. 

أسلو طيفَها..

قلتُ...

كدتُ أسلو...

وقلبي....

كاد يسلو.... 

ياويحَ قلبي لو سلا....

بلى...

يشتاقُها..

كلّما...

مرّتْ نجمةُ الضحى...

على أديمِ صبرِها والندى...

حتى الندى...

هناك يمحو صورةَ الأثر...

حتى...

رأيتُ النارَ في عروقي...

كأنّ..

جمرتها لاتطفيءُ لوعة البحر..

بلى...

أشتاقُها..

كما تشتاقُ أرضُها لقطرةِ المَطر..

وتمضي..

مواقيتُ النشيدُ الى حتفِها..

وتمضي..

الى حتفِها قصيدتي..

ويطلعُ من بين نهديّها وجهُ القمر..

هي طفولةُ النهر..

نسمتهُ، همساتهُ، مواجيدُ صلاتهُ..

وسورةُ الفَجر...

أذكرُ...

صوتها الذي يدخل روحي كسيف..

ويخرج كأغنية..

وأذكرُ أيضاً...

قامتَها...

التي لاتشبهُ...

 قامةَ أيةِ آمرأةٍ في الكَونِ..

فارعةٌ...

 مثلُ نخلةٍ..،

              وباسقةٍ كليلْ...

عنيدةٌ كجبلْ..

وفاتنةٌ كموسيقا...،

                  وعاشقةٌ كمطرْ...

كانت...

حين تمشي...

تمشي خلفَها الغيومُ كلّها..

وتنحني..،

                لسحرِ عينيها الجبالْ..

ولكنْ...

يموتُ على شفاهِها..،

                   ألفُ سؤالٍ وسؤالْ...

ماذا أحدثكم.

عن تلك التي ملكتْ كيانَ روحي كلَه...

وكان حبّها..

يسري بدمي..

شلالَ حزنٍ، ونهرٍ حزينْ...

أيتها..

اللاّ أسمّيها خوفاً وخجَلاً..

ماتَتْ..

نبوءاتُ القصيدةِ في أضلُعي..

وماتَ..

ليلُ الشتاءاتِ في مواسمي..

وما ماتَ الأمل..

لكنّ وجهكِ المدفونَ في أعماقِ وجهي...

من ألفِ عامْ...

ظلَّ....

 يضيءُ وحدتي في حلكةِ الظلامْ....

وتضحكُ..

نجومُهُ في السّماء..

ويبتديْ...

 من بينِ عينيكِ....،

                       أجملُ الكلامْ..