لستُ أنا .. ولستِ أنتِ
نجمان ياسين
والآن،
لستُ أنا الذي عرفتُ،
ولا أنتِ الديار التي عهدتُ!
الآن،
وجهي غريب عني،
ويداي قصيرتان،
ولساني بلبل أخرس!
الآن،
جسدي جثة تمشي على قدمين،
وقلبي مخلوعٌ
وعينايَ حمامتان تائهتان!
الآن،
رأسي منهوبٌ
وكلماتي مسروقة مني،
ودمي فزعٌ!
الآن!
أتشبث بروحي،
كي تكتنز ما تبقى من نور وجعي،
وأن تهديني قدرة المشي،
على هذه الألغام المبثوثة في طريقي،
وتلهمني الرشد المطوّق بمشانق الضلالات!
إلهي،
كُنت أودعتَ ماس الشجاعة في عروقي،
والآن،
وانا في فك هذه الهاوية التي بلا قرار،
أبتهل،
وأتضرع،
كي تسكب البأس في عروقي،
وتسري بها الى دنيا لاتأبه للخوف!
إلهي،
مُذ انهمرت رقةُ محبتك في قلبي،
إتسع، ليضم،
أمل وألم المعذبين،
فأدم فيض نهر المحبة،
كي يجرف كلَّ هذه المسوخ،
والطحالب،
والأشنات،
التي تريد أن تأكل قلوب الناس!
استاذ التاريخ الاجتماعي والاقتصادي في جامعة الموصل / رئيس أسبق للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق