الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أين أنيق بغداد ؟

بواسطة azzaman

أين أنيق بغداد ؟

هدى جاسم

 

احيانا ونحن نتابع مفردات العمل اليومي خلال السنوات التي مضت ، نجد هناك العديد من الشخصيات التي كان لها دور كبير في مجمل العملية السياسية والعسكرية خصوصا في نقل الاحداث التي مرت بالعراق في اصعب ظروفه بشكل يستطيع معه المتابع معرفة اوجه تلك الاحداث خصوصا في المواجهات العسكرية التي كانت للبلاد فيها هما كبيرا على عاتقه وعاتق ابنائه للتخلص من الارهاب في المعارك التي خاضها ضده .

نحن الصحافيين والاعلاميين لم يهدأ لنا بال لمعرفة مايحصل في الجبهات وكان ساعدنا الايمن واحيانا حتى الايسر هو الناطق باسم القوات المسلحة قاسم عطا ، لم يغلق هاتفه يوما ولم يتخطى باي معلومة مستوى الحق ليعلن تفاصيلها بشكل صريح امامنا واحيانا كانت هناك بعض الارقام فيها شئ من المبالغة ليعاود عطا الاتصال بنا وان كثر عددنا لتصحيح هذه المعلومة او تلك ويضعنا امام مسؤولية نقل الحقائق كما هي .

في المؤتمرات الصحفية الجميع كان ينتظر قدومه الذي يتزامن مع احداث كبيرة مرت بالبلاد وما ان يظهر بكامل اناقته العسكرية حتى يصمت الجميع ليستمع الى ذلك العسكري الشاب الطموح المحب لبلاده لينقل لنا مايحصل بمنتهى الامانة .

مرت بضع سنوات على هذا الحال ونحن نتواصل معه في كل صغيرة وكبيرة تمر في الجبهات التي صارت مواقعها في كل مكان انفجارات كانت ام مواجهات مع الارهابيين وهو ولايخرج بمعلومة دون ان يتواصل بشكل مباشر مع كل القادة الذين يخوضون وجنودهم تلك المعارك اضافة الى انه يكون متواجدا في كل مكان قد يحصل فيه اي اختراق امني .

اثناء ذلك كان هناك من العسكر وبكل الاصناف والمراتب من يبحث في شارع الرشيد عن « بدلة قاسم عطا» الشهيرة بالاناقة والنظام العسكري ، تبارى مصمموا الازياء واصحاب الورش الصغيرة للخياطة في شارع الرشيد لخياطة تلك البدلة بل ان بعضهم كان يخيط تلك البدلة للتلاميذ الصغار لارتدائها في المناسبات الوطنية .

انيق بغداد

عطا صار ايقونة نقل الاحداث العسكرية في نفس الوقت الذي اصبح فيه ايقونة النظام والاناقة العسكرية ، واطلق عليه « انيق بغداد « من قبل الصحافة العربية والعالمية .

تولى عطا موقعا مهما في احدى المؤسسات الامنية وتدرج برتبته الى فريق عن استحقاق  ، لكن اسمه اللامع اختفى من الواجهة «بفعل فاعل» لانعرف من هو، الجميع وخصوصا الصحفيين عراقيين وعرب واجانب يبحثون الان عن « انيق بغداد « ترى اين هو ولماذا عندما تسطع نجومنا عاليا نجد هناك من يحاول اطفائها باية صورة كانت ؟ ولماذا لانستغل تلك المواهب الكبيرة في عمل يخدم بلادنا ويكون واجهة امام العالم نفخر بها في اي مكان ؟ لماذا نحارب الكفاءات كلما وجدنا هالة النجومية حولها ؟ نحاربها بلا مسبب واضح هدفه مشوش غايته الاحباط والتجني ؟

الفريق « الانيق « واجهة من واجهات العراق المشرف ومثله الكثير سطع نجمهم وكانوا مثالا يحتذى به شكلا ومضمونا يملك من المعلومات والاسرار التي مرت بالعراق في احلك ظروفه مايمكن ان يكون كتابا منهجيا يدرس في الكليات العسكرية .

ابحثوا عن « انيق بغداد « فهو واجهة مرت على العراق وعلينا الاحتفاظ بها لان بلادنا تحتاج الى من يعرف كيف يصوغ المعلومات وكيف يواجه الحرب الاعلامية والمخابراتية التي مازال ازيز قنابلها يدور في الاجواء وان صم البعض اذانهم عنها .

 


مشاهدات 73
الكاتب هدى جاسم
أضيف 2025/10/14 - 3:44 PM
آخر تحديث 2025/10/15 - 3:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 94 الشهر 9625 الكلي 12149480
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير