فاتح عبد السلام
يعود الكلام كل يوم الى ما يمكن أن تكون عليه الجولة المقبلة من الملف النووي الإيراني، هل ستشهد تصعيداً حربياً جديداً ام انخراطاً في مفاوضات لم تبن ملامحها حتى الان وسط أجواء ملبدة، يظهر فيها عدم ارتياح امريكي واضح من تصريحات إيرانية مؤخراً، وعلق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدقة، حين قال انه تناول الموضوع الإيراني مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو، لكنه الأهم ان ترامب قال
إن إيران ترسل “إشارات سيئة ومزعجة جداً، وما كان عليهم أن يفعلوا ذلك…”، مؤكداً بلغة تشبه ما جرى استخدامه في حرب الأيام الاثني عشر، إن أي محاولة منها لاستئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم “ستُسحق على الفور”. وأضاف ترامب: “قضينا على قدراتهم النووية، قد يستأنفون البرنامج من جديد، وإذا فعلوا ذلك، فسنقضي عليه بأسرع مما تتخيلون”..
وقال ترامب: “أعتقد أن إيران كانت شديدة العدوانية بأقوالها. لقد تلقوا ضربة قاسية، ولا أظن أنهم يدركون ذلك. إيران تعرضت لهزيمة كبيرة ولأسباب وجيهة. لا يمكننا السماح لهم بامتلاك سلاح نووي”.
ولفت الرئيس الامريكي إلى أن إيران تواصل الإصرار على تخصيب اليورانيوم على أراضيها في أي اتفاق. وقال: “من قد يقول ذلك؟ كم يجب أن تكون غبياً لتقول ذلك؟ لذلك لن نسمح بحدوث ذلك”
لا يمكن أن يستمر الوضع بين إيران والولايات المتحدة على هذا المنوال الى الابد، إذ هناك فرصة إيرانية مهمة لتجاوز آثار الحرب الأخيرة من خلال الشروع بمفاوضات من دون شروط مسبقة، وهذا الامر يقطع الطريق على إسرائيل التي تلوح بمعاودة الهجمات عند رصد أي خطر إيراني.
لكن من غير الواضح، مَن هو الطرف الذي سيبادر لتحريك الماء الراكد اليوم، لاسيما انّ المباحثات الإيرانية مع الثلاثي الغربي قبل ايام، كانت تقليدية وعامة وتذكرنا بالجولة الأولى من المباحثات الإيرانية الامريكية في مسقط.