فاتح عبد السلام
ليس لدى زيلينسكي رئيس أوكرانيا أن يفعل شيئا سوى التفاوض بسرعة كبيرة حول الشروط الروسية وتقليل ضررها عليه الى اقصى حد على طريق إيقاف الحرب بعد ان اعطى الرئيس الأمريكي ترامب قراره النهائي فيه علناً، وقال انه غير كفء، وشعبه يحتاج الى انتخابات جديدة، وانه يقول الأكاذيب، وانّ مدن بلاده مهدمة.
أوربا، لن تدخل في حرب ضد أمريكا فالأزمة التجارية بينهما تكفي، من اجل التمسك بالشخص الذي وضع جيوشها واقتصاداتها في إحالة توقع الحرب مع روسيا في اية لحظة.
ترامب تهمه مصلحة أمريكا، فذهب مباشرة الى الكلام الواضح مع الرئيس الروسي بوتين لإنهاء الحرب والانطلاق لمصالح عالمية مشتركة، غير انّ أوربا التي تعاني من احباطات كثيرة تنتاب اتحادها غير المتماسك لولا القوتين الألمانية والفرنسية، كانت بطيئة في اتخاذ القرارات المناسبة إزاء ملف روسيا وأوكرانيا، وبدت لشهور لعبة بين يدي ممثل كوميدي من دون ان يفسر احد تلك الترديدات الببغاوية التي كان جميع الزعماء يتناسخون ترديدها من دون كلل او ملل. هنا لا يعني الحال مطلقاً انّ روسيا على حق في ما تسير فيه من طريق، لكن الاخرين عليهم ان يفكروا بمبدأ الربح والخسارة، وقبل ذلك مبدأ السلم العالمي وواقعية ان تضع جيش أوكرانيا الصغير والمتعب وتراهن عليه في مواجهة احد اكبر الجيوش العالمية من حيث القوة والإمكانات.
هناك طرفان اقليميان كبيران، سعودي وتركي، يلعبان دورين مهمين، السعودية تريد توفير أرضية التلاقي الإيجابي من خلالها بين القوتين العظيمتين الولايات المتحدة وروسيا، وقد كان للسعودية دور الوسيط الفاعل في إطلاق أسرى الحرب الروسية الأوكرانية. أمّا تركيا فيهمّها ان تكون تحركات روسيا في مكلف أوكرانيا من خلال وساطتها التي سبق أن نجحت في إطلاق شحنات تصدير الحبوب الأوكراني منذ اندلاع الحرب.
أي يوم يماطل فيه زيلينسكي في اتباع خطوات واشنطن، سيزيد من اغراقه في الوحل الروسي. ذلك ان قرار انهاء الحرب بات في نظر ترامب مصلحة أمريكية، وثمة مصالح كبيرة لها حدود وشروط لا يمكن ان يكون فيها زيلينسكي بيضة القبّان أبداً، كما يتصور.