الضمير والدروس الخصوصية
ماهر نصرت
ان طرق التعليم في أكثر دول العالم هي الأخرى قد تأثرت بالتيار الحضاري الدولي العنيف المعاصر ولن تبقى على نمطها التقليدي الكلاسيكي الذي عهدته مدارس الأجيال في الماضي ، فالتطور التكنولوجي السريع الحاصل في الاتصالات وغير الاتصالات دفع بالإنسان الى السعي بشكل لاإرادي نحو سلّم التغيير والارتقاء الاجتماعي وان كان على حساب الغير فخرج الكثير من الكوادر التعليمية مثلاً عن أصول المهنة ومات الوفاء لديهم أمام الأموال المغرية التي تقدم لهم مع الخصوصي حتى اتخذ التعليم الطابع الشكلي الذي أنتزعوا منه الجد والمثابرة بعد ان اتضح ان غاية الطالب في هذا الزمن هو الحصول على الشهادة لأغراض التعيين فقط أو إضافة المخصصات على مرتبه أن كان موظفاً ليس الاّ ... فسقط الفقير بطعنات ذلك التغيير لأنه لا يمتلك ثمن طعامه فكيف يتعلم بهذه الأسعار العالية اللاإنسانية ، ومرت الأيام على هذه الشاكلة حتى قفز التعليم في بلدنا نحو الطبقية لينحصر بالطبقات البرجوازية وأخواتها فحسب وراح الجهل ينتشر بين باقي فئات الشعب وخاصة من محدودي الدخل أو الفئة العمالية الفقيرة بعد أن صار تعليمهم في المدارس متأخراً هزيلاً يدعوا إلى السخرية ولذلك نلاحظ أن اكثر طلاب كليات الطب والصيدلة وغيرها من الصنوف الراقية هم من أولاد الأطباء والصيادلة وأولاد التجار وكبار الضباط والموظفين الذين يبذخون رزم الأموال لتعليم أولادهم عند أصحاب الدروس الخصوصية وتجد أولاد الفقراء يذهبون إلى معاهد وكليات رديئة لا مستقبل لها .
ان إهمال الهيئات التعليمية في عملها وصفة اللامبالاة التي زحفت إلى نفوس الكثير منهم أوصل التعليم في بلدنا إلى هذا المستوى الرديء وصار لزاماً على الشعب أن يحاسب أولئك الذين يستحوذون على أموال الناس بحجة الدروس الخصوصية فأصبحوا شركاء هم ايضاً مع الطبيب والصيدلاني وأصحاب المختبرات أصحاب الفاتورات المرتفعة الذين استبدلوا شعار الرحمة وجعلوه (لا رحمة في الطب).