أسير عيناها
عبدالستار الراشدي
أحببتُ قتالي بأسري
وزادتْ بي ما فعلتهُ عيناكًِ
تسلّلتَ لقلبي كأنّك حلمٌ
راودني ثمّ سلبَ كل إدراكِ
تغافلتُ عنّي لأحميكَ منّي
فما عادَ في الصدرِ غيرَ هلاك
تمنّيتُ صمتًا يُغالبُ وجدي
فأشعلني الشوقُ في الأفلاك
إذا ما نظرتُ إليك ارتجفتُ
كطفلٍ تهاوى أمامَ ملاكِ
تغارُ النجومُ من الضوءِ فيك
وتخجلُ أن تُعلنَ الإشراكِ
كأنّك سيفٌ يغالب َضعفي
غرس َفي القلبِ كلّ الشِباك
أُحبّك رغمَ ميلي إليك
ورغمَ اشتياقي ورغمَ الشكاكًِ
عاندتني كلّ دروبِ النجاة
لتغرقني في هواكَ الأفلاك ِ
تُعلّمني كيفَ أُبصرُ وجهي
إذا ما تلاشى نور ضياكِ
أُسافرُ فيك كأنّي شهابٌ
يُبشّرُ بالحبّ بلا حراكِ
أعيدي إليّ ذبولَ عمري
وأنقذيني من بعضِ سُراكِ
غنَّت جراحَ الهوى في دمي
وأسكتت صوتي بفيضِ بكاك
أُحبّك رغمَ احتراقي بنارك
ورغمَ انطفائي، ورغمَ علاكِ
فإن كنتَ نارًا تُعذّبُ روحي
فإني رضيتُ، فذاكَ رضاكِ