الماراثون الإنتخابي السادس
عبد الكريم احمد الزيدي
كنا نأمل أن نشهد سباقاً انتخابياً مخالفاً لما سبق من التجارب الإنتخابية التي انتهت بخيبة أمل لكل الناخبين الذين كانوا يتأملون خيراً من ممثليهم في مجلس النواب ، وهذه حقيقة لا نستطيع إنكارها أو التستر عليها ونحن نلمس القطيعة التي لامست جمهورنا في الشارع والإعلام وانقسام الأكثرية بين مقاطع لها ومعترض على آليات تسويقها للمواطن ...
فالعراقيون يدركون اليوم أن المرشحين لمجلس النواب لا يمثلون إلا أنفسهم أو مقربوهم ولا يمتلكون من الأمر إلا خواره ليس بدليل وإنما لأنهم يتنافسون بذات الأسلوب والطريقة التي سار عليها من سبقوهم واهتدوا بنفس طريقهم ومنهجهم في الدعاية والبرنامج ، وهذا أمر يسوء الغاية والأمل في ممثلين يعترون قمم المسؤولية ليمثلوا الشارع بكل طوائفه ومكوناته لا يفرقون بين عبد وسيد ولا غنى وفقير ولا حاكم ومحكوم ولا يسعون الا لخدمة حقوق الناس ورفع الحيف والظلم والترفع عن حب الذات والمصلحة ويحتكمون إلى الحق والعدل والمساواة ..
نحن هنا لا نريد المطالبة بالمثالية والنموذج في الرؤية والرسالة والتعبير ولكننا نسعى إلى تنوير عقول الذين يرجون نيل الثقة والاستحقاق ويتطلعون إلى بناء الإنسان من جديد لا لغاية لأنفسهم أو مطلب لشخوصهم ولكنه والله الأمانة والتفاني والوفاء لأنها في النهاية مراجعة وحساب وجزاء ، لا نريد لممثلي مجلس النواب عصبة يختلفون ويتناحرون ويتحدون لمصالح لا تخدم الشعب والوطن وان يحاسبوا أنفسهم قبل حساب السماء وان لا تغريهم السلطة والجاه والمال عن مسؤوليتهم أمام الله وشعبهم ودورهم في القيادة والمثل الأعلى في الغيرة والحق والعدل ومناصرة الضعيف والفقير والصغير، لا أن يتنافسون في مواقع دعاياتهم وصورهم ولافتات انتمائاتهم وتحزبهم فهي بداية تقوّض طريقهم وتمهد لعزوف الناس عنهم ومقاطعتهم والنأي عنهم بدلاً من تقاربهم ومساندتهم والتعريف بهم وببرامجهم وتطلعاتهم وأهدافهم ..
نقول كل هذا وأكثر لأننا حريصون أن يكون انتخابنا السادس لبرلمان عراقي حقيقي يأخذ بالسلطة التشريعية إلى تمثيل الشعب في خطوة جادة لتغيير معايير الإنضباط والحضور والكلمة الصادقة والبرنامج الدستوري لإحياء كل القوانين والأنظمة المتنازع عليها في الدورات السابقة وتشريع منظومة تتصدى لكل مطالب الشارع والحقوق دون تمييز أو تفضيل ودراسة كل الامكانيات المتاحة للخدمة والتحسين والمبادرة في استنباط قوانين وتشريعات تهدف بالوعي والإرشاد الى طفرة حقيقية في التنمية والاقتصاد والامن الغذائي والطاقة والأمن المائي وباقي التحديات التي تمس حياة المواطن وأمنه وحريته ، وقبل أن نختم بالمقال فلابد أن نشدد على قراءة تأريخ وبرنامج وخلفية كل مرشح للإنتخابات قبل قراءة صورته ولمعان مؤهلاته وتحصيله وأن لا نشير إلى أيّ منهم قبل استدراك منطق التقييم والإختيار لأنه مسؤولية كبيرة يتحملها المواطن نفسه ويكون ضحية سوء التقدير والتصويت وربما الأداة التي تساهم فيها للفساد وسلطة المال والسلاح والمزيد من الظلم والقهر ..