فم مفتوح .. فم مغلق
ما أحلى (الصمت الإنتخابي)
زيد الحلي
منذ امس (السبت) بدأنا، نعيش اجواء الصمت الانتخابي، ما اجملها من اجواء خالية من الضغينة، ومن الضربات ما تحت الحزام، ومن الغمز واللمز والتخوين وغيرها من الممارسات التي لا تليق بالإنسان المتحضر.
وها نحن نعيش حاليا، اوقاتنا سعيدة خالية من «صراع الديكة « ولغو الكلام، وتعظيم الذات، والنهش بالآخر، فيوم امس هو موعد « الصمت الانتخابي « فأراحتنا شاشات التلفزيون، والاذاعات، من القيل والقال والاغاني والهوسات، ومن صور المرشحات والمرشحين واحاديثهم المتشابهة عن دورهم في بناء العراق في حال وصولهم لقبة البرلمان ..!
لقد كنا نعيش في الايام المنصرمة تحت ضخ اعلامي مؤذ، وصراعا داخليا مع النفس، فنرى بعضنا يظهر غير ما يبطن، ويبتسم، ووجدانه باك، فقد بات القلق لازمة يومية في سلوكنا، نتيجة تلاطم امواج الادعاءات، والحوارات الساخنة التي نسمعها ونشاهدها من على شاشات التلفزيون، او من خلال تجمعات المرشحين، واختلاف توجهاتهم، فاختلط علينا الخيط الاسود من الخيط الابيض، وبتنا والخيبة صنوان لا يفترقان، لعدم قدرتنا على إظهار مشاعرنا الداخلية الشخصية أو التعبير عنها صراحة، نتيجة هيمنة منظورة وغير منظورة نخشاها، ابرزها المستقبل غير الواضح في مناحي الحياة، وتقلباتها، بسبب تباين ما يدخل اذهاننا من صراخ يومي.
وليس بخاف على احد، ملاحظة الخوف النفسي الذي يصاحب المواطن في مسيرته اليومية، وعدم القدرة على التغلب على أي موقف يواجه، وهذا ليس بالأمر السهل، فهو مؤشر على ضعف القوة الداخلية للإنسان، وهي من أكثر أنواع القوى التي لا يمكن مراوغتها وتجاهلها، لما لها من تأثير محبط وانعكاس على الفرد والمجتمع.
مبارك علينا «الصمت الانتخابي» .. فقد ارتحنا فعلا، لكن هل سنرتاح في قابل الايام .. ام سنعود مثل رنة سوق الصفارين؟
Z_alhilly@yahoo.com