نصب أتاتورك تحفة معمارية تاريخية مميزة ورمز للإستقلال التركي
النقوش والزخارف مستوحاة من الفن الحثي القديم
صلاح الربيعي
نصب تذكاري بطابع معماري مميز جمع بين العظمة الكلاسيكية والرموز التركية القديمة يقع على ربوة مرتفعة في العاصمة التركية أنقرة تبلغ مساحته بنحو 750 ألف متر مربع يكاد يطل على مركز المدينة من كل الاتجاهات وتحيط به الأشجار والمساحات الخضراء من كل جانب انه ضريح الرئيس الراحل مصطفى كمال أتاتورك (1923 ــ 938 ).
مهندسين معماريين
وهو أول رئيس للجمهورية التركية ويعد النصب رمزا وطنيا مهما للاستقلال التركي وهو تصميم تمت الموافقة عليه من بين عشرات التصاميم والذي فاز في المسابقة التي جرت عام 1941 للمهندسين المعماريين التركيين أمين أونات وأحمد أورهان أردا وقد بدأ الشروع في بنائه عام 1944بمادة الخرسانة والرخام والحجر الجيري واكتمل انجاز النصب عام 1953 ويُلقب مصطفى كمال باسم) أتاتورك ) أي أبو الترك وهو لقب منحه له البرلمان التركي عام 1934 ويشير المؤرخ أورتا يلي إلى أن أتاتورك درس في المدرسة العسكرية إلى حين مجيئه إلى الكلية الحربية في إسطنبول وهناك خاض أُولى تجاربه السياسية بعد أن انضم للحراك المناهض لحكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني آنذاك وحينها أصبح اسمه مصطفى كمال باشا ويُعد الضريح المسمى بـ ( انيتا كابير ) مجمعا كبيرا يشمل ساحة احتفالات وعشرة أبراج ومتحفاً كبيرا وهو مكان مهم ذو رمزية وطنية عالية للشعب التركي ويعتبر ضريح أتاتورك من أكثر وأهم مناطق الجذب السياحي في أنقرة ويضم الضريح قبر أتاتورك ساحة واسعة ونصب تذكاري ومعرضين عن حرب الاستقلال وتحيط بالضريح أعمدة رخامية بلون أصفر فاتح يبلغ عددها 12 عمودا منحوتة بطريقة يدوية ترمز للقوة والثبات والوحدة والتماسك وزينت جدرانه بزخارف مذهبة تمثل خطب أتاتورك التي بلغ عددها بنحو 38 خطبة أهمها الخطاب العظيم وجميع هذه الأبنية محاطة بمنتزه يسمى حديقة السلام كما يوجد داخل الضريح عشرة أبراج مستطيلة ذات سقوف هرمية ترمز للمثل العليا للأمة التركية وتتزين الأبراج بزخارف هندسية ونقوش مستوحاة من الفن الحثي القديم والفن الإسلامي التقليدي ويواجه الضريح قبر للرئيس الثاني لتركيا ( عصمت إينونو ) .
حديقة السلام
والذي تم دفنه على الجانب الآخر من ساحة الاحتفالات بعد وفاته في عام 1973وهنالك أربعة أجزاء رئيسية لضريح أتاتورك منها طريق الأسود وساحة الاحتفالات وقاعة الشرف وهي موقع قبر أتاتورك وحديقة السلام التي تحيط بالنصب التذكاري من كل الجوانب أما طريق الأسود بجوار الضريح فهو ممر للمشاة بلغ طوله بنحو 262 مترا يصطف على جانبيه 24 تمثالا لاسود تبدو جالسة كرمز للقوة والهدوء والسلام كما تقع ساحة الاحتفالات في نهاية طريق الأسود وتستوعب نحو 15000 فردا وهي مشيدة من الحجر الجيري ومزينة بالسجاد التركي إضافة لقاعة الشرف وهي رمز لضريح مصطفى كمال أتاتورك اما موقع القبر يضم تابوتاً رمزياً يبلغ وزنه 40 طناً من الرخام حيث تم دفن جسد أتاتورك في غرفة ذو سقف هرمي مرصع بالفسيفساء الذهبية بُنيت على الطراز المعماري السلجوقي والعثماني القديمين ويُحيط بالضريح حديقة سميت بالسلام وجاءت تلك التسمية تخليداً لعبارة أتاتورك الشهيرة ( السلام في الوطن .. السلام في العالم ) وتضم الحديقة نحو 50 ألف شجرة وزهور متنوعة بلغت 104 نوع وبمختلف الأشكال ويضم النصب متحفا لأتاتورك تم افتتاحه في الـ 21 من يونيو عام 1960 ويعرض المتحف مقتنيات وأغراض أتاتورك الشخصية وخزانة ملابسه وبعض الهدايا والأوسمة التي قُدمت له بمناسبات عديدة بالإضافة إلى معروضات متنوعة تركز على حياة أتاتورك ومسيرته العسكرية والسياسية والجدير بالذكر ان النصب يمثل حرب الاستقلال التركية ( 1919 ــ 1923 ) والجهود التي بذلها أتاتورك في تأسيس الجمهورية الحديثة وان كل زائر لهذا النصب يرى فيه تذكيرا بالتضحيات الكبيرة والبطولات الوطنية للرجال الأتراك الشجعان الذين أسسوا للجمهورية حياة جديدة يسودها العدل والحرية والسلام .