الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كتاب الرواية القصيرة جدا-اضاءات نقدية.. عرض موجزللموجبات والمضامين


كتاب الرواية القصيرة جدا-اضاءات نقدية.. عرض موجزللموجبات والمضامين

حميد الحريزي

 

نظرا لافتقاد المكتبة العربية وحتى المكتبة العالمية لمؤلَّف أو كتاب يعبّر وينظّر ويوصّف ويعرّف الرواية القصيرة جداً، وذلك لكونها نوع من جنس الرواية ما زال جديداً على فضاء الوسط الأدبي عموماً والفضاء السردي الروائي على وجه الخصوص، فإن كانت الرواية القصيرة جدا قد كتبت في العالم عموماً ومنه العراق، ولكنها  كانت مجهولة الهوية لا تعترف لمن تنتمي. فهي بالتأكيد رواية ولكنها ليست رواية طويلة ولا رواية قصيرة، من حيث التكثيف والاختزال وعدد الكلمات وعدد الصفحات.  وحسب علمي أن  الروائي الكبير غابريل غارسيا ماركيز قد كتب رواية ب 32 صفحة  بعنوان (رجل عجوز بجناحين كبيرين) ، وهي من أفضل الروايات القصيرة التي تتناول السحر والخيال لم يجنسها المؤلف ، وهناك روائيون لسنا بصدد تعداد رواياتهم، ولكن جميع من كتب مثل هذه الروايات لم يجنسها بعنوان (رواية قصيرة جداً) رغم أنها تقترب كثيراً منها، لأن هذا العنوان لم يكن معروفاً في الوسط الأدبي حينئذ.

هناك عدد من النقاد العراقيين من بشّر وربما  توقّع ولادة هذا النوع من جنس الرواية  مستقبلاً،  كالبروفسور عبد الإله الصائغ  المغترب في أمريكا  في معرض  تعليقه على رواية  (نمش ماي) للأديبة فليحة حسن وقد صدرت لها رواية ثانية عام 2012(بعيدا عن العنكبوت حارستي حمامة ولأكره مدينتي) علمت اغلفة كل منهما برواية ، وكذلك الناقد  العراقي البروفسور  عبد الرضا علي المغترب في لندن في معرض  تعقيبه  للمكرو رواية من 27 سطراً للأديب سلام كاظم فرج، والتي لم نعثر لها على أثر لا عند الكاتب ولا في مواقع النشر الالكتروني أو الورقي، وكذلك توصيف  الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي لرواية جلال خالد بأنها (هي رواية  مختصرة جداً) في مقال له نشرته مجلة الأقلام في عام 1977.

كذلك ما ورد في قول الأستاذ الناقد ياسين النصير حينما تحدث حول الرواية القصيرة في العدد السابع/تموز 1990 من مجلة الأقلام ص 130 ، حيث كشف ميله إلى الرواية القصيرة جداً حيث يقول في السبب الرابع لهذا التفضيل: (السبب الرابع وهو عندي من بين كل الأسباب، أن الرواية الحديثة في عالم اليوم، هي الرواية القصيرة ويعزو سبب ذلك إلى إيقاعية العصر ككل والتي تجسّد الرغبة النفسية لدى القارئ المتسارع هو الآخر  بفعل عصر وإمكانيات الاتصال السريعة والمتطورة)

وهذه الأقوال تؤكد  بما لا يقبل الشك أن هناك من كتب الرواية المختزلة المكثفة  استجابة لروح العصر ولكنه لم يجنسها برواية قصيرة جداً، كما  فعلنا نحن  منذ 2009، وما هو جدير بالذكر أن (ارخميدس) حينما قال وجدتها ، فهي ليست حلم او رؤيا اتت من فراغ ولكنها اتت بعد معاناة وتفكر ودراسة وملاحظة، فالى من يقول أن الحريزي  تلق هذا المفهوم او التوصيف من غيره لينسبه لنفسه ، بان اجتراح توصيف وتعريف  لم يأتي من فراغ وانما هو ترسيخ وتفكر ما سبق من تجارب وممارسات يتمكن من ترتيبها وصياغتها أحدهم صياغة مقنعة ونهائية لتنتظم في مفهوم بعد ان كانت تهويات وشتات كلمات . وقد حاول البعض توصيف الشورت نوفلا، والمايكرو نوفيلا بانها تعني رواية قصيرة جدا ، علما ان النوفلا تحمل بعض مواصفات الرواية ولكنها ليست رواية حسب تعريفات وتوصيفات الكثير من النقاد والكتاب العرب وغيرهم ،واما المايكرو فهي شطحة توصيفية فالمجهري لايمكن ان يكون حتى ومضة فكيف يوصف برواية؟؟

وبما أننا الآن في عالم بلغ تطوراً هائلاً في السرعة على مختلف جوانب الحياة، وهذا بدوره يتطلب المزيد من الاختزال والتكثيف والاختصار للرواية يتماشى مع تلك التغيرات والتطورات، وأكاد أجزم بناء على مقالات الأساتذة من النقاد والكتّاب ومن الداعمين والمساندين والمرحبين بالرواية القصيرة جداً، إنها ستزدهر على نطاق أوسع كما نظّرنا لها وكتبناها وطبعناها بمصطلح (رواية قصيرة جداً).

 ولأهمية وجود مرجع  للرواية القصيرة جداً يرجع إليه الباحث والمتابع والدارس لهذا النوع من الرواية، قررت أن أجمع ما كتبته شخصياً حول الروايات القصيرة جداً من حيث التوصيف والتعريف والتقعيد والتنظير، بالإضافة إلى ما كتبه بهذا الخصوص عدد لا بأس به من الزملاء النقّاد والروائيين والمهتمين بالرواية القصيرة جداً سواء من العراق أو من الوطن العربي وبلاد المهجر، ليكون هذا الكتاب باكورة الأعمال النقدية لهذا اللون الأدبي الجديد، ومرجعاً يعتمد عليه في الكتابات اللاحقة ولم يزل في دور التطوير والتحديث مترافقا مع تطور نوع واسلوب كتابة الرواية القصيرة جدا.  آملاً أن ينبري اساتذتنا أصحاب الاختصاص من النقّاد من أكاديميين وغير أكاديميين للتنظير لهذا اللون الأدبي  من خلال الاطلاع على نماذج من الروايات القصيرة جدا الصادرة في العراق وفي الوطن العربي وفي بعض بلدان المهجروالوصول به لما هو أفضل وأكمل وقد فاق عدد الروايات القصيرة جدا على مئة رواية وهي في تزايد مستمر.وقد عقدت حولها ندوات وحوارات عديدة في العراق  من على منصة الاستاذ الدكتور سعد التميمي في معرض بغداد الدولي للكتاب، وفي البيت الثقافي في المتنبي بادارة الاستاذ الروائي والناقد حسن الموسوي، ومحاضرة موسعة في معرض الكتاب الدولي في النجف ، ومن على منصة رواق الثقافة والفن في النجف ، وفي البيت الثقافي النجفي، وفي مصر حيث اجريت  (المسابقة الكبرى للرواية القصيرة جدا) تبناها المنتدى العربي للنقد المعاصر برئاسة الاستاذ الاديب محمد البنا وعدد اخر من الروائيين والنقاد من مختلف بلدان الوطن العربي ،وشارك في المسابقة 87 نصا روائيا، طبع المنتدى كتابا ضم الروايات الفائزة بالمسابقة .

كما عقدت حولها ندوات في لندن بمبادرة من الدكتورة الاديبة وفاء عبد الرزاق، وندوات عديدة في فرنسا، وأخرى في تونس ...وقد كتبت العشرات من المقالات والدراسات النقدية حول الروايات القصيرة جدا من قبل اساتذة اكاديميين ومن قبل نقاد وروائيين من مختلف البلدان العربية وبلدان المهجر ، وفي العراق نشرت في الكثير من المجلات والصحف...

لانقول ان الرواية القصيرة جدا قد بلغت الكمال من حيث التاليف النصي ، ولا من حيث النقد ، فكل جديد بحاجة الى فترة من االنضج واكتساب السمات شبه القارة ليبلغ سن النضوج  ولا نقول الكمال، وكما ذكر النقاد لو اكتمل الشيء مات ، فهو في حالة صيرورة وتطور دائم...وكل الاراء الموضوعية مقبولة ومحترمة ، فهناك من يرى أن المولود معافى ، ومن يقول مازال خديجا بحاجة ان يمكث في حاضنة ليكتمل ، ومن يرى انه مولود ميت ولكل قناعاته ووجهات نظره ممكن  تبادل الرأي والمناقشة ،الا مع مع الموتور والجاهل فلا ينفع الا قول اذا جادلك الجاهل فقل له سلاما

تضمن هذا الكتاب ، ثلاثة فصول مهمة:

الفصل الأول: المقالات الأدبية التي توليت كتابتها شخصياً والتي تتعلق بالتنظير والتعريف بالرواية القصيرة جداً.

الفصل الثاني: الحوارات واللقاءات والمقابلات الصحفية معنا للحديث عن الرواية القصيرة جداً.

الفصل الثالث: المقالات الأدبية التي تولى كتابتها الأساتذة النقّاد والتي تتعلق بالتنظير والتعريف بالرواية القصيرة جداً، والمقالات الأدبية التي تولى كتابتها الأساتذة النقاد عن الروايات القصيرة جداً.

صدر الكتاب عن داررؤى للطباعةوالنشر والتوزيع بادارةالدكتور جليل الزهيري عام 2025 واودع في دارالكتب والوثائق الوطنية ببغداد برقم(420) لسنة2025 .وقد تم عرضه في صحف عراقية وعربيةمن قبل نقاد عراقيين وعرب.

 

 


مشاهدات 65
الكاتب حميد الحريزي
أضيف 2025/05/21 - 2:48 PM
آخر تحديث 2025/05/22 - 4:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 885 الشهر 28545 الكلي 11022549
الوقت الآن
الخميس 2025/5/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير